خطة انسحاب أميركية تدريجية من دير الزور والرقة

1٬120

كشفت مصادر مطّلعة لموقع “كلاش ريبورت” التركي عن أن الولايات المتحدة بصدد تنفيذ خطة تدريجية لتقليص وجودها العسكري في سوريا، تشمل تخفيضاً كبيراً في عدد القوات وإعادة انتشار في مناطق استراتيجية شمال شرقي البلاد.

ووفقاً للمصادر، تنص مسودة الخطة على انسحاب كامل للقوات الأميركية من محافظتي دير الزور والرقة، ذات الغالبية العربية، في خطوة تُعد تحولاً لافتاً في خريطة الانتشار العسكري الأميركي داخل سوريا. في المقابل، ستبقي واشنطن على سيطرتها العملياتية لقاعدة الرميلان الجوية في محافظة الحسكة لمدة عام إضافي على الأقل، لضمان استمرار نفوذها الاستراتيجي بالتزامن مع اتساع رقعة الانسحاب.

وفيما أشارت التسريبات إلى نية الولايات المتحدة نقل السيطرة النهائية على دير الزور وجنوب الرقة إلى حكومة دمشق، أكدت ذات المصادر أنه لا توجد حتى الآن خطة عملية واضحة لتنفيذ هذا الانتقال.

قاعدة تنسيق جديدة قرب سد تشرين وانتشار لقوات المعارضة

وفي إطار خطة إعادة تموضعها في الشمال، تدرس واشنطن إنشاء قاعدة تنسيق مشتركة قرب سد تشرين، على خط التماس بين مناطق نفوذ “وحدات حماية الشعب/حزب العمال الكردستاني” والحكومة السورية وتركيا. وتعتبر هذه الخطوة محاولة لإدارة مرحلة ما بعد الانسحاب وضمان استمرار التأثير الأميركي في المشهد السوري المعقد.

اقرأ أيضاً: وفد تركي يبحث دعم حلب الصناعية وتطوير البنى التحتية للتجارة…

وبالتوازي، تخطط الولايات المتحدة لنشر قوات المعارضة السورية المدربة في قاعدة التنف وفيلق الشمال التابع للجيش الوطني السوري على خط تشرين، بهدف تعزيز التنسيق العسكري مع أنقرة ودمشق على حد سواء.

الجيش السوري يتولى أمن الحدود بترتيبات مع “قسد”

وتوقعت المصادر أن يتولى الجيش السوري لاحقاً مهام تأمين الحدود مع تركيا، بموجب تفاهمات عملية مع “قوات سوريا الديمقراطية – قسد”، رغم أن تفاصيل هذه الترتيبات لا تزال قيد البحث ولم تُحسم بعد.

نيويورك تايمز: إغلاق ثلاث قواعد أميركية وتقليص عدد القوات

من جهتها، أكدت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، نقلاً عن مسؤولين رفيعي المستوى، أن وزارة الدفاع الأميركية بدأت بالفعل بتقليص وجودها العسكري في سوريا، حيث أغلقت ثلاثاً من قواعدها الصغيرة الثماني، تشمل “القرية الخضراء” في حقل العمر النفطي، و”الفرات” في حقل كونيكو للغاز، إضافة إلى قاعدة “خراب جير” في الحسكة.

وبحسب الصحيفة، أدى هذا الانسحاب الأولي إلى تقليص عدد القوات الأميركية من نحو 2000 إلى 1400 جندي، مع توصية بالإبقاء على نحو 500 عنصر في المرحلة القادمة، حسب ما ستحدده مراجعة مرتقبة خلال 60 يوماً.

تحولات في العلاقات مع دمشق: شريك محتمل ضد داعش؟

وتشير “نيويورك تايمز” إلى أن الإدارة الأميركية تنظر حالياً إلى الحكومة السورية الجديدة كـ”شريك محتمل” في الحرب ضد تنظيم “داعش”، بعد ورود معلومات استخبارية حول إحباط دمشق ثمانية مخططات للتنظيم مؤخراً، في تعاون غير مباشر مع واشنطن.

وكشفت تقارير إعلامية أميركية عن أن إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب كانت قد اشترطت على دمشق تنفيذ سلسلة مطالب لتخفيف العقوبات، تضمنت السماح بعمليات مكافحة الإرهاب الأميركية داخل الأراضي السورية، إبعاد الفصائل الفلسطينية، ودعم علني لعمليات التحالف الدولي ضد داعش.

تفاهمات إقليمية وضمانات استراتيجية

وفي ظل التطورات العسكرية والدبلوماسية المتسارعة، نقلت صحيفة “واشنطن بوست” أن الإدارة الأميركية تبدي حذراً شديداً في التعامل مع حكومة الرئيس السوري أحمد الشرع، مشيرة إلى أن أي تحول استراتيجي في العلاقة بين الجانبين يبقى مرهوناً بخطوات عملية من دمشق، خصوصاً فيما يتعلق بتطهير مؤسساتها من العناصر المتشددة والتعاون مع التحالف الدولي.

وتشير التصريحات المتكررة من مسؤولي البنتاغون إلى أن قرار الانسحاب لا يعني نهاية الدور الأميركي في سوريا، بل يعكس توجهاً لإعادة توزيع القوات وفق حسابات استراتيجية أوسع، لا سيما في ظل المحادثات النووية الجارية مع طهران.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط