دراسة: تحليل مستويات الدخل والديون في شمال سوريا

3٬280

كشفت دراسة حديثة أجرتها “وحدة تنسيق الدعم” عن وضع مأساوي يواجه السكان في مناطق شمال سوريا، حيث يتكبد العديد منهم صعوبات مالية خطيرة بسبب نقص الدخل وارتفاع معدل الديون.

الدخل والاعتماد على العمل:
تبين الدراسة أن 30% من السكان يعتمدون على العمل اليومي كمصدر دخل أساسي وثانوي، في حين يعتبر 20% منهم يدفعون إيجارات سكن تفوق ثلث متوسط الرواتب.

الديون والصعوبات المالية:
تفاقم الوضع بتزايد نسبة الديون، حيث أظهرت الدراسة أن 61% من الأشخاص لديهم ديون، وهذه النسبة ترتفع بشكل ملحوظ في بعض المناطق إلى 77%.

ويختلف أيضًا انتشار الديون في مناطق شمال شرقي سوريا، إذ جاءت مدينة الحسكة في المرتبة الأولى بنسبة 73% من الأشخاص الي شملهم الاستبيان، و71% في دير الزور و70% في الرقة، ويمكن أن يؤثر تقلب الدخل من شهر لآخر سلبًا على قدرة الأسرة بالتخطيط لمواردها الكلية بشكل فعال.

وعن ادخار الأموال، أفاد 75% من أفراد العينة أن أسرهم لا يمكنها توفير أي مبالغ مالية، بينما يستطيع 9% منهم توفير بين 1 حتى 20 دولارًا أمريكيًا، و4% منهم يمكنهم توفير 21 حتى 40 دولارًا، وهناك 5% يمكنهم توفير بين 41 حتى 60 دولارًا أمريكيًا.

المساعدات الإنسانية:
بينما تلقى 35% من الأشخاص مساعدات إنسانية خلال الستين يومًا الماضية، إلا أن القدر الكبير من السكان لا يزالون بحاجة ماسة إلى المساعدة الإنسانية.

وتتوزع المساعدات بين عينية بنسبة 63%، و25% قسائم نقدية، و10% خدمات صحية، و2% مساعدات معيشية.

التحديات المستقبلية:
توضح الأرقام أن الوضع الاقتصادي في شمال سوريا يشكل تحديات كبيرة، خاصة مع زيادة نسبة السكان الذين يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية في العام 2024، مما يتطلب استجابة عاجلة وتدخلات مستهدفة لتحسين الظروف المعيشية وتخفيف العبء المالي عن السكان.

أجور السكن لا تناسب الدخل الشهري:

أوضحت الدراسة أن 20% من المشاركين بالاستبيان مسؤولون عن دفع إيجار المسكن الذين يسكنونه.

وعن القدرة على تغطية تكاليف الإيجار، أظهرت النتائج أن 66% منهم لا يستطيع رب الأسرة تغطية جميع المبالغ المطلوبة، في الوقت نفسه أجاب 16% من الأشخاص أن المسؤول عن الأسرة غير قادر على دفع سوى جزء من مبلغ الإيجار، بينما 18 % لا يستطيعون دفع المبلغ على الإطلاق.

في شمال غربي سوريا، سُجل أعلى متوسط للإيجار في مدينة عفرين شمالي حلب، جيث بلغ 48 دولارًا أمريكيًا، تليها مدينة إدلب بمبلغ وصل إلى 45 دولارًا، إذ تمثل هذه المبالغ أكثر من ثلث الدخل الشهري.

اقرأ أيضاً: تأسيس أول فريق نسائي في الشمال السوري للرعاية الاجتماعية

وفي مناطق شمال شرقي سوريا سجل أعلى متوسط لإيجار المسكن في الرقة إذ بلغ 41 دولارًا أمريكيًا، ويصل راتب الموظف الحكومي لدى “الإدارة الذاتية لـميليشيا (قسد) إلى أكثر من مليون ليرة سورية.

ويصل راتب الموظف في مناطق سيطرة حكومة الإنقاذ بين 80 و110 دولارات أمريكية، بينما بلغ راتب الموظف في مناطق الحكومة السورية المؤقتة بين 25 و59 دولارًا أمريكيًا.

الختام:

في سوريا، يحتاج 16.7 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية، بزيادة قدرها 9% على عام 2023، وفق تقديرات المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.

ويحتاج 80% من السكان السوريين إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية في عام 2024، وفقًا لإحصائية صدرت في 12 من شباط 2024، عن برنامج الأغذية العالمي (WFP) حول أعداد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي سوريا.

ويعاني نحو 55% من السكان في سوريا أو 12.9 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي، منهم 3.1 مليون يعانون بشدة من انعدام الأمن الغذائي.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط