“رجال الكرامة” ترفض تسليم السلاح وتطالب بهيكلة جديدة للانضمام إلى الجيش السوري

1٬586

في ظل التوترات الأمنية المستمرة في محافظة السويداء، جددت حركة “رجال الكرامة” تأكيدها على التمسك بسلاحها الدفاعي، مشددة على أنه لا نية لتسليمه في المرحلة الحالية.

وصرّح المتحدث باسم الحركة، باسم أبو فخر، في مقابلة مع قناة “العربية/الحدث” مساء الإثنين، أن السلاح يشكل خط دفاع أساسي لحماية الأرض والعرض، ووصف تسليمه للدولة السورية في الظروف الراهنة بـ”الانتحار”.

وأوضح أبو فخر أن الحركة تسعى لأن تكون جزءاً من الجيش السوري، ولكن في إطار هيكلي منظم يشمل وزارة الدفاع ويضمن استقلالية قرارها الدفاعي المحلي ضمن محافظة السويداء. وأضاف أن السلاح الموجود في حوزة الحركة مخصص حصراً للدفاع عن النفس، وليس لأية أغراض هجومية.

اقرأ أيضاً: فارس الحلو: منزلي تحوّل إلى مستودع تعفيش بعد مغادرتي سوريا

ويأتي هذا التصريح بالتزامن مع تنفيذ اتفاق أولي بين مشايخ الطائفة الدرزية والسلطات الرسمية السورية، وسط تباين الآراء حول مصير السلاح المنتشر في أيدي مجموعات محلية. وكان محافظ السويداء، مصطفى البكور، قد صرّح يوم الأحد بأن مشايخ الطائفة سيتولون ضبط السلاح غير الشرعي، مع التأكيد على ضرورة حصره بيد الدولة.

من جانبه، أشار أبو فخر إلى أن أي خطوة بخصوص تسليم السلاح يجب أن تتم عبر وزارة الدفاع، مؤكداً أن الاتفاق بهذا الشأن لم يُحسم بعد. كما أبدى استعداد الحركة لتنظيم وضبط السلاح ضمن حدود السويداء الإدارية، شريطة أن يبقى تحت إشراف محلي يعكس خصوصية المحافظة.

وفي السياق ذاته، كشف الشيخ ليث البلعوس، نجل مؤسس حركة “رجال الكرامة”، في تصريح خاص لقناة الجزيرة، عن تعرض بعض أبناء المحافظة لاعتداءات من قبل عصابات خارجة عن القانون، ما دفع الحركة لتفعيل الضابطة العدلية من خلال لجان أمنية يشرف عليها أبناء السويداء أنفسهم.

وأكد البلعوس على أهمية ضبط الأمن داخل المحافظة وردع التهديدات الأمنية، مشدداً على رفض الحركة لأي شكل من أشكال الطائفية أو الانفصال، مشيراً إلى أن “رجال الكرامة” تنتمي للهوية الوطنية السورية الجامعة.

كما عبّر البلعوس عن قلقه من الانتهاكات التي يتعرض لها أبناء الطائفة الدرزية في ريف دمشق، داعياً إلى تدخل رسمي لوقف هذه التجاوزات، ومؤكداً ترحيب الحركة بأي انتشار أمني رسمي على طريق دمشق – السويداء لتعزيز الأمن وضمان سلامة المدنيين.

وفي تطور موازٍ، أصدرت مشيخة عقل طائفة المسلمين الموحدين الدروز بيانًا وطنيًا شاملاً، بالتعاون مع المرجعيات الدينية والاجتماعية في السويداء، أكدت فيه تمسكها بوحدة الدولة السورية ورفضها لأي مشروع تقسيمي. وشدد البيان على أن الانتماء الوطني للطائفة هو من الثوابت الراسخة، واعتبر أن “سوريتنا هي كرامتنا، والوطن شرف لا يُمس”.

ودعت مشيخة العقل إلى تفعيل دور وزارة الداخلية في المحافظة، على أن تتولى الكوادر المحلية مسؤولية الضبط الأمني، بما يعزز الثقة ويكرّس سيادة القانون. كما طالبت الدولة بتحمل كامل مسؤولياتها في تأمين طريق السويداء – دمشق، وتأمين سلامة الحركة المدنية على هذا الطريق الحيوي.

وأكد البيان على أن الأمن والاستقرار في كامل الجغرافيا السورية يمثلان “واجباً سيادياً لا يقبل التأجيل أو التجزئة”، ودعا إلى نبذ الفتن الطائفية والمذهبية، والتمسك بالوحدة الوطنية كخيار لا بديل عنه.

يأتي هذا الحراك وسط جهود مستمرة لمنع التصعيد الأمني في السويداء، وضمان استقرار المحافظة في مرحلة تُعد من أدق مراحلها الانتقالية، حيث تبقى مسألة السلاح وتنظيمه أبرز التحديات على طاولة البحث بين جميع الأطراف المعنية.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط