رغبة حجاب.. وحتمية لافروف

غسان الجمعة

0 779

 

تحليلات كثيرة خرجت عقب مقابلة الدكتور رياض حجاب على قناة الجزيرة، وما نتج عنها من تصريحات تعدُّ انعكاسًا لما شهدته الدوحة من نشاط دبلوماسي بين كل من وزراء خارجية روسيا وتركيا وقطر، وزاد من زخم هذه التصريحات تسجيل إدارة بايدن موقف جديد بالملف السوري يقضي بعدم جدوى استمرار وجود الأسد في السلطة وضرورة الحل السياسي.

الشحن العاطفي والأمل الهائل استشرى في نفوس السوريين في كل مكان، لِما لمسوه من جدية هذا الحراك بالرغم من عدم الكشف عن نتائج واضحة ودقيقة لاجتماع الوزراء ولقاءات حجاب لتوضيح اتجاه هذا المسار الجديد.

حجاب ظهر ليتحدث عن تغيير ومرحلة جديدة دون الأسد، حيث لامست تصريحاته أفئدة ملايين السوريين بقرب إسقاط النظام سياسيًا دون أن يتحدث عن وقائع أو معطيات عملية، فتحدث عن أمنيات كل ثائر وحرّ يطمح لوطن العدالة والكرامة، ويعدُّ دورانًا في حلقة مفرغة مع دوران عدد من المؤسسات في فلك التغيير بالكلام والتمني.

اقرأ أيضاً: الدكتور مصطفى طالب يتحدث لحبر عن التعليم العالي في المحرر

إلى الآن لم تقدم هذه الأجسام والشخصيات للشعب السوري سوى هرطقات المجتمع الدولي الذي ذبحنا على أعتاب قلقه ومناصرته، فليس هناك ثمن مقبوض للشعب السوري مقابل ما بذل من أرواح وآلام، وكل تلك الفقاعات التي تطفو على السطح سرعان ما تتلاشي، بل إنها باتت تؤثر بنتائجها السلبية أكثر من الإيجابية على الوعي الجمعي للسوريين الحالمين باسترداد حقوقهم، فهل تلطفتم بشعاراتكم وتصريحاتكم التي لا تتجاوز حدود كونها رغبات أمام ما يُعِدُّ له النظام من خطوات عملية وديناميكية على الخريطة الجغرافية والسياسية.

ومن جانب آخر قد يطرح البعض سؤالاً يرتبط بشكل وثيق مع ما قاله الدكتور رياض، وهو ما الذي جاء بلافروف إلى منطقة الخليج إذا لم يكن هناك تراجع في عنجهية الموقف الروسي تجاه الحفاظ على الأسد؟!

لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على تلغرام اضغط هنا

الحقيقة أن الموقف الروسي لا يسجل بهذه السرعة انهياره، وهو بعيد كل البعد عن التفريط بالنظام السوري، إلا أن خطوة موسكو في الخليج تأتي في إطار تذكير إيران بالأوراق الروسية في المنطقة بعد أن ظهرت بوادر تناغم إيراني أمريكي فيها مفتاحه الاتفاق النووي الذي يعمل الطرفان على إعادته.

أما الأمر الأهم الذي سارعت موسكو من أجله للخليج هو الخوف من الانهيار الاقتصادي للنظام السوري الذي بدأ يأخذ منحى التسارع في ارتفاع الأسعار وهبوط الدخل وأسعار الصرف، فليس هناك لدى موسكو ما تقدمه اقتصاديًا للأسد، إلا أنها تسعى لعودته للجامعة العربية وتأمين دعم مالي له.

ومن جانب آخر وبعيدًا عن الأسد، تعمل موسكو على كسر الجمود في مسار أستانة واللجنة الدستورية بفتح قنوات جديدة هدفها تشتيت المعارضة السورية بشكل أكبر بين منصة هنا ومسار هناك.

وفي النهاية تبقى الحتمية التي تحدث عنها لافروف بخصوص تعويم الأسد عربيًا من بوابة الجامعة العربية هي أحلام وردية لكابوسها السوري، وإن تحققت بشكل ما ستصطدم بالموقف الأمريكي ممثلاً بقانون قيصر، والموقف الأوربي الممسك بملفي الإعمار واللاجئين.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط