زراعة الفطر المحاري بقرية (الملند) في ريف جسر الشغور

قصي أحمد

0 758

قصي أحمد  |

تتميز قرية (الملند) المتاخمة للحدود السورية التركية في ريف جسر الشغور غرب إدلب، بإطلالتها على جميع الجهات من دركوش شمالًا حتى الأقرع غربًا، وإلى جبال الساحل جنوبًا، وتشتهر القرية بأشجارها المثمرة وصناعة القفات والسلال من أعواد الريحان قديمًا.

وقد تفاقم وضع القرية من مقيمين ونازحين جرّاء عدم توفر فرص عمل تؤمن بعضًا من احتياجاتهم الغذائية وسط ارتفاع الأسعار الحاد وافتقار السكان للخدمات الضرورية.

ويحاول أهالي قرية (الملند) التغلب على واقعهم المرير عبر البحث عن وسائل تؤمن بعضًا من الاحتياجات بتنفيذ بعض المشاريع الصغيرة كزراعة (الفطر المحاري)، وهو أحد المشاريع الرائدة التي تعطي إنتاجًا عاليًا وبمساحاتٍ قليلة.

لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على تلغرام بالضغط هنا

(معن السيد) القائم على مشروع زراعة الفطر المحاري، بالتنسيق مع منظمة (NuDay Syria) ومركز (نواة للأبحاث) يحدثنا عن المشروع بقوله: “زراعة الفطر المحاري تحتاج عنايةً خاصة لكي ينجح، فبعد تجارب عدة تمَّ العمل فيها على تطوير زراعته توصلنا إلى طريقة ناجحة لا سيما بالنوعية وسرعة نمو النباتات، وقد أقمنا دورات تدريبية نظرية وعملية، ليتم نشر ثقافة زراعة الفطر بين الناس ليكون مصدر رزقٍ لهم فضلاً عن الفوائد الصحية الكثيرة.”

توسيع المشروع والمستفيدين

كما ذكر (معن السيد) أنهم بصدد توسع المشروع بعد نجاحه وظهور نتائج إيجابية، لا سيما بعد إقامة الدورات التدريبية وتقديم المواد الأولية التي تمكن الأهالي من تنفيذ المشروع وزيادة الإنتاج.

وعن عدد المستفيدين من المشروع يقول: “عدد المستفيدين أكثر من ١٧٥ مستفيد ومستفيدة من أهالي قرية (الملند) من مقيمين ونازحين، وقد شمل المشروع قرى أُخرى في ريف جسر الشغور غرب إدلب (قرية الزوف) و (قرية الكستن)، وقد وجدنا علامات استغراب كبيرة حول المشروع من قِبل الأهالي كونه جديدًا في المنطقة، وبعد المتابعة بدأ الإقبال وازداد ولاقى المشروع استحسان الأهالي.”

اقرأ أيضاً: حبر تلتقي هادي البحرة وتبحث معه ملف اللجنة الدستورية بعد جولة آستانة

(ريم خباز) من نازحي ريف دمشق تقيم في قرية الملند استفادت من المشروع، وعن تجربتها تقول: “آمل ببدء الإنتاج خلال فترة قصيرة، حيث بات المشروع مصدر رزقٍ أساسي لي.”

وقد شرحت لنا (ريم) مراحل المشروع بقولها: “بالبداية نضع مادة التبن ونغليه ونعقمه ونخلطه مع مادة الجبس، ثم ننثر البذور عليه ونضع المواد بأكياس بلاستيكية لتبدأ المرحلة الأولى للحضانة التي تستمر مدة أسبوعين ضمن ظروفٍ بيئية خاصة تحتاج رطوبة عالية من خلال عملية رش رذاذ من المياه عليه باستمرار بشكل يومي وإضاءة منخفضة مناسبة وتهويته لمدة أربع ساعات يوميًا، وبعد مايقارب ٢٠ يومًا تبدأ المرحلة الثانية من الإنتاج وعملية القطاف التي تمتد ما يقارب الثلاثة أشهر لنهاية الموسم.”

زراعة الفطر التي لم يعهدها أهالي قرية (الملند) باتت اليوم وسيلة للتغلب على معاناتهم التي يفرضها عليهم واقعهم المرير من تأمين بعض من المتطلبات الغذائية البديلة عن اللحوم بإمكانيات بسيطة ومتواضعة لتكون إحدى الزراعات المضافة إلى قاموس الزراعة المحلية.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط