عقد وزير الاتصالات والتقانة السوري، السيد عبد السلام هيكل، اجتماعًا عبر تقنية الاتصال المرئي “زوم” مع وزير الاقتصاد الرقمي والريادة الأردني، المهندس سامي سميرات، لبحث آفاق التعاون المشترك بين سوريا والأردن في مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
تركزت المباحثات على تطوير البنية التحتية الإقليمية للاتصالات، حيث ناقش الجانبان تفعيل ممرات الكوابل البحرية المارة عبر البحر المتوسط، بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين. كما تم طرح مبادرة لتحويل الأردن إلى نقطة عبور محورية لحركة الإنترنت في المنطقة، عبر مد كابلات بحرية بسعة تصل إلى 100 تيرابايت وربطها بشبكة الألياف الضوئية الأردنية، بهدف تعزيز استدامة الخدمة وتوفير مسارات بديلة وآمنة للاتصالات.
وأبدى الوزيران تطلع بلديهما إلى أن يصبح الأردن مسارًا استراتيجيًا لعبور حركة الاتصالات والإنترنت القادمة من سوريا باتجاه دول الخليج العربي، في خطوة من شأنها تعزيز التكامل الرقمي الإقليمي.
واتفق الطرفان على عقد ملتقى تقني مشترك في العاصمة السورية دمشق خلال الفترة القريبة المقبلة، بمشاركة شركات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات من كلا البلدين. ويهدف الملتقى إلى تعزيز التعاون المباشر بين القطاعين الخاصين السوري والأردني، واستكشاف فرص الاستثمار والمشاريع المشتركة في القطاع الرقمي.
من جهته، أكد الوزير الأردني المهندس سامي سميرات التزام بلاده بتوفير كل الإمكانات المتاحة لدعم تطوير قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات في سوريا، مشيرًا إلى استعداد الشركات الأردنية للمساهمة في المشاريع الرقمية والاستثمارية الحيوية داخل سوريا.
كما شدد الجانبان على أهمية مواصلة التنسيق ضمن إطار “مجلس التنسيق الأعلى” الذي تم توقيع مذكرة تأسيسه وتفعيله في 20 أيار الماضي بدمشق، مؤكدين أن هذا المجلس سيكون منصة استراتيجية لدفع التعاون المؤسسي بين الوزارتين نحو آفاق أوسع وأكثر تكاملًا.
ويُعد هذا اللقاء خطوة جديدة في سياق تعزيز العلاقات الثنائية التقنية، وتطوير بنية تحتية رقمية عابرة للحدود تسهم في ربط المنطقة العربية بشبكات الاتصالات العالمية بشكل أكثر كفاءة وأمانًا.