سوري يحوِّل منزله إلى دار إيواء للمحتاجين في تركيا

نسرين عليوي

0 2٬868

 

 

من وحي المعاناة يبدأ الإبداع، وهذا ما حصل مع ابن مدينة سراقب (إبراهيم هلال أبو محمد) الذي تحدث لنا عن قصته الأليمة وواقعه المرير، وكيف واجه الصعوبات وتم تذليلها، ومن ثم أنشأ دارًا خيرية لرعاية المحتاجين.

 

عمل خيري بفعل فردي

) إبراهيم هلال أبو محمد) أب لخمسة أولاد تولد سراقب 1972 يعمل بنحت الحجر وكانت أموره ميسورة، يتحدث لنا عمَّا جرى معه أثناء إصابة ابنه صائب ابن 17 ربيعًا بقوله : “في أحد الأيام وأنا جالس في البيت بعد الظهر سمعت صوت انفجار وابني صائب كان خارج البيت، انتابني إحساس أن مكروهًا لحق بولدي، وماهي إلا دقائق معدودة حتى جاءني خبر إصابة ابني صائب، وكان الخبر كالصاعقة، تلقيت الخبر بصمت عميق وحزن شديد وتمالكت نفسي وتحاملت على ألمي وانطلقت مسرعًا، فقد تم نقله إلى المشفى الوطني في محافظة إدلب، فبُترت كفاه وبدأ بالنزيف وأغمي عليه، وبسبب قلة الأجهزة الطبية فقد الأطباء منه الأمل.”

برنامج تعليمي تربوي يستهدف اليافعين بريف إدلب

رحلتي إلى تركيا

لكنني لم أفقد الأمل، فأموري كانت ميسورة الحال والحمد لله، فقررت نقله إلى تركيا، وعند وصولي إلى أنطاكيا مشفى (الدفنه)، وإدخال ولدي المشفى استأجرت منزلًا يأويني من حر الصيف وبرد الشتاء ومتابعة حالة ولدي فلذة كبدي كل يوم، وفي اليوم الثاني علمت أن العلاج مجاني، فشكرت الله وحمدته وقررت أن أنذر أموالي في سبيل فعل الخير.

لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على تلغرام اضغط هنا

فجعلت البيت الذي استأجرته دار إيواء للمحتاجين وخاصة الذين يأتون من سورية دون مرافقة لديهم، فأصبحت الكتف الذي يسندهم وأسعى في خدمتهم، أصحبهم إلى المشفى بسيارة أجرة وأرجعهم وأكون بمنزلة الأب لهم.”

دار إيواء للمحتاجين

ويتابع أبو محمد حديثه: “أول حالة استقبلتها كانت لثلاثة أشخاص، الأول مبتورة رجله، والثاني أعمى، والثالث مريض في النخاع الشوكي، وإلى الآن مايزال العمل الخيري قائمًا، ومنذ ثلاثة سنوات أعمل لوحدي، والآن أفكر بتطوير العمل الخيري كإطعام المرضى وشراء سيارة لنقل المرضى من المنزل إلى المشفى دون الحاجة إلى سيارة أجرة والفكرة قيد الدراسة، واقترحت الموضوع على بعض الأصدقاء، وأخيرًا وليس آخرًا أقول لبعض الأشخاص الذين قتلهم الفضول بتوجيههم الأسئلة نحو مشروعي الخيري مثل لماذا فتحت هكذا مشروع وما غايتك؟!

أول لهم: هذا العمل لأرضي الله وأظهر به امتناني لله عز وجل.”

وختم بقوله: ” أتمنى من كل شخص قادر على فعل الخير ألَّا يتردد لحظة بفعله.”

 

 

 

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط