صاروخ طهران.. رسالة استثنائية أم تغيير في قواعد الاشتباك؟!

غسان الجمعة

0 483

غسان الجمعة

صاروخ مسعود حالفه الحظ بأن يكون ردًا بعد مئات الغارات وعشرات المرات من الاحتفاظ بحق الرد من قبل محور الممانعة، حيث ثمة من عدَّ هذا الصاروخ خطأً أحمر جديدًا رسمته إيران على الخريطة الإقليمية، بينما عدَّه البعض رسالة سورية حول ذلك الكيل الذي طفح، وبكل الأحوال هو تغيير في قواعد الاشتباك من الاحتفاظ بحق الرد (للرد) في كل التحليلات المقاومة.

الثابت في حادث إطلاق صاروخ باتجاه فلسطين المحتلة هو وجود الطرفين الإسرائيلي والإيراني في طرفي المعادلة على الرغم من أن ما جرى هو على أراضٍ سورية، وقد يكون المستهدفون بالغارات هم سوريون بعض الأحيان، ومن أطلق الصاروخ باتجاه إسرائيل قد يكون منهم، لكن يبقى القرار في هذا التحرك رهن الإشارة الإيرانية بطبيعة الحال.

ولعل النظر لهذا الاحتكاك الإسرائيلي الإيراني من زاوية خطورة الوجود الإيراني في سورية وبناء القواعد المتقدمة بات أمرًا غير منطقي في الوقت الذي حوَّل فيه الطرفان ساحة المعركة إلى كامل الرقعة الإقليمية، بل إن المعركة شملت الداخل الإسرائيلي والإيراني.

لمتابعة الأخبار السياسية والمنوعة اشترك في قناة صحيفة حبر على تلغرام اضغط هنا

فمن حوادث استهداف السفن بين الطرفين إلى الحرائق والانفجارات التي اندلعت في بعض البنى التحتية الإيرانية وآخرها ما حدث في منشأة (نطنز النووية) كلها حوادث تدل على تطور مرحلة الصراع بين الطرفين من الإعداد والتحضير إلى الصدام الأولي، فقبل سقوط الصاروخ قرب مفاعل ديمونا الذي تحدثت تقارير عن أنه إيراني من نوع فاتح110 حدثت انفجارات في منشآت تصنيع صاروخية إسرائيلية لم تُعرف أسبابها للآن!

قد يكون هذا التطور جديدًا في طريقة التعاطي مع إسرائيل على النظام السوري، لكنه متقدمًا بالنسبة إلى إيران التي يعدُّ صاروخها بالأمس أول ثمار تدخلها العسكري في سورية فإستراتيجيتها التي كانت تل أبيب تتوجس منها باتت كابوسًا مرعبًا للإسرائيليين ليس في القدرة، إنما في الجرأة التي أنهت على ما يبدو فترة (الصبر الإستراتيجي) لتمكين نفسها لإجراء هكذا استهداف.

اقرأ أيضاً:  صحيفة عبرية “بقاء الأسد في الحكم مريح لإسرائيل وخروجه كارثة”

إن حادثة الاستهداف للأراضي الإسرائيلية هي أمام اختبار تصاعد الصدام بين الطرفين في الأيام المقبلة، فإما أن تكون ردًا على عملية محددة أو أنها منهجية تعامل جديدة في قواعد الاشتباك، وهو ما استبعدته إسرائيل بروايتها عن انزلاق صاروخ أرض جو غير مقصود، وأكدته بغارات عقب الاستهداف لمنصات إطلاق الصاروخ دون أي ردٍّ من الجانب السوري.

من جهة أخرى يبقى صمام الأمان لهذا الصراع هو الوجود الروسي في سورية، وغيابه غير المعتاد عن هذا المشهد قد يحمل في طياته صيغة جديدة للأدوار في سورية، لا سيما أن الأمريكيين يتزلفون ليل نهار للإيرانيين حول العودة للاتفاق على مرأى ومسمع من الروس، وليس مستغربًا أن يكون الضوء الأخضر للإيرانيين في سورية هو تراجع روسي عن مزاحمة إيران في سورية وإخلال بوعود بوتين لنتنياهو حول احتواء إيران في سورية.

 

 

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط