كشفت دراسة حديثة أن طريقة تحضير القهوة تلعب دوراً كبيراً في تحديد تأثيرها على صحة القلب، حيث تؤثر بشكل مباشر على تركيز مركبات الكافستول والكاهويول، وهي مواد طبيعية موجودة في القهوة قد تؤدي إلى رفع مستويات الكوليسترول الضار في الجسم.
ووفقاً لما أعلنه الباحثون، فإن القهوة المحضرة باستخدام آلات التخمير تحتوي على تركيزات أعلى من مركبات “ديتيربين”، مقارنة بالقهوة المُفلترة باستخدام الورق، إلا أنها لا تزال أقل من التركيزات الموجودة في القهوة المغلية التقليدية.
وسجّلت الدراسة متوسط تركيز الكافستول في قهوة آلة التخمير عند 175.7 ملغم/لتر، وبلغ متوسط الكاهويول 141.8 ملغم/لتر. أما في الآلات التي تعتمد النموذج السائل، فقد ظهرت عينة شاذة احتوت على تركيزات عالية بشكل غير معتاد، بلغت 344.2 ملغم/لتر للكافستول و288.2 ملغم/لتر للكاهويول.
اقرأ أيضاً: ضغوط أمريكية تفكك الفصائل الفلسطينية في سوريا
وعند استبعاد هذه العينة الاستثنائية، انخفض المتوسط إلى 5.9 ملغم/لتر من الكافستول و4.8 ملغم/لتر من الكاهويول، وهي تركيزات مقاربة لتلك الموجودة في القهوة الورقية المفلترة، والتي تُعتبر صحياً أقل ضرراً.
أما القهوة المغلية، فقد أظهرت تركيزاً عالياً للغاية لمادة الكافستول بلغ 939.2 ملغم/لتر. غير أن ترشيحها عبر “جورب القهوة” التقليدي ساعد في خفض هذا التركيز إلى 28.0 ملغم/لتر، وهو ما يشير إلى فاعلية عملية التصفية في تقليل المركبات الضارة.
وتراوح متوسط تركيز الكافستول في أنواع القهوة الأخرى بين 68.7 و91.2 ملغم/لتر، باستثناء قهوة الإسبريسو التي سجلت أعلى مستوى، وصل إلى 2446.7 ملغم/لتر، ما يثير القلق بشأن استهلاكها المكثف دون وعي صحي.
وفي تعليق له على نتائج الدراسة، قال الباحث إيغمان: “يمكننا الاستنتاج بوضوح أن عملية الترشيح تلعب دوراً حاسماً في تقليل مستويات المواد المسببة لرفع الكوليسترول في القهوة”. وأضاف: “الغالبية العظمى من آلات تحضير القهوة المنزلية لا توفر ترشيحاً كافياً لهذه المركبات، ما يفسر الاختلافات الكبيرة في تركيزاتها بمرور الوقت”.
وتدعو هذه النتائج عشاق القهوة إلى مراجعة طرق تحضيرهم للمشروب اليومي، والتفكير في استخدام وسائل ترشيح فعالة، خاصة لأولئك المعرضين لمشاكل القلب أو ارتفاع الكوليسترول، حفاظاً على صحتهم دون التخلي عن مشروبهم المفضل.