عادات الجدات الخاطئة مع حديثي الولادة وتأثيرها عليهم

حنان يحيى

0 886

قامت (عبير) بمراجعة أقرب عيادة أطفال متلهفة على طفلها البالغ من العمر أسبوع واحد؛ حيث ارتفعت حرارته حتى 40 درجة مئوية، وعند فحص الطبيب للطفل تبين وجود آثار كريات بلورية على جسمه، وعند سؤال الطبيب لها عن هذه المادة الموجودة على جسم الطفل أجابت: “والله حماتي مبارح حممتلي ياه بمي وملح”

ممَّا تسبب بارتفاع درجة حرارة الطفل، وتم نقله إلى أقرب مستشفى.

واستحمام الطفل بالماء والملح واحدة من العادات الخاطئة التي تُتوارث بين العائلات على المواليد الجدد، وإذا قال الطبيب للجدات إنها عادة خاطئة يُجِبنه إنهنَّ ربينَ أبناءهنَّ على ذلك ولم يحدث لهم مكروه.

ونذكر من هذه العادات شرب الطفل للزهورات واليانسون فور ولادته، وعصر ثدي الطفل، وتكحيل العين بالليمون، وتعليق الثوم والذهب في رقبة الطفل، وبحسب دراسات أجراها موقع (ويب طب)، فإن هذه العادات خاطئة وضارة بحياة الطفل، أو قد تتسبب له أمراضًا مزمنة.

التقينا الطبيب (شاهر عبد الرحمن) الذي حدثنا عن خطورة تلك العادات وتأثيرها على الأطفال والأضرار الناجمة عن تلك الممارسة، حيث قال: “واجهت الكثير من هذه الحالات خلال الممارسة السريرية في عيادة الأطفال، فهناك الكثير من العادات الخاطئة التي تمارسها الأمهات على الأطفال حديثي الولادة منها تمليح الطفل، أو طليه بالحناء والريحان، أو تكحيل الطفل بالليمون، أو سقيه الزهورات خاصة في أيامه الأولى بعد الولادة.”

وأضاف: “إن أسوأ هذه الحالات وأخطرها تمليح الطفل، بسبب الاعتقاد الخاطئ أن تمليحه يقيه من رائحة الجسم الكريهة عند الكبر، ولا ينتبه الأهالي أبدًا إلى خطورة هذه العادة.”

وعن آثار الضرر عند تمليح الطفل يوضح الدكتور: “نتيجة التمليح يتعرض الطفل للجفاف واليرقان الشديد لنقص السوائل بفعل الظاهرة الحلولية، وهي انتقال السوائل إلى المنطقة الأكثر كثافة، مما يؤدي إلى ارتفاع نسبة البليروبين وارتفاع درجة حرارة الطفل، وخاصة في فصل الصيف، وهذا ما يعرف بحمى التجفاف، فيضطر طبيب الأطفال لوضع الطفل تحت المغسلة لتخفيض حرارته بسرعة، وللتخلص من الملح العالق على الجسم.”

(روان) امرأة فقدت ابنتها نتيجة هذه العادات الخاطئة، إذ كانت جدة الفتاة تعطي الطفلة اليانسون بدلاً من الحليب وبكميات كبيرة بقصد توفير الحليب، وبحجة أن الفوائد التي بالحليب توجد باليانسون؛ ولأنه مهدئ للطفل، لكن بدأت حالة الطفلة تتدهور، وصحتها تسوء، ووزنها ينقص مع بكاء مستمر ليل نهار، بحسب هذا ما قالته (روان) والدة الطفلة (حلا).

وأتبعت قائلةً: “كانت حماتي رافضة ذهابي للطبيب ليكشف لي عن حال طفلتي بحجة أنه دلال أطفال ولا تشكو الطفلة من شيء، واستمر هذا الحال أكثر من شهر وبدأ وزنها بالنقصان وتحول وزنها من 3 كيلو غرام إلى كيلو غرام ونص، وكان خجلي من حماتي وعباراتها الدائمة أنها قامت بتربية أبنائها على اليانسون، فأسكت ولا أتكلم لكيلا أشكك في قدرتها على التربية.” ومع تنهيدة وغصة في قلب الأم والدموع الممتزجة بالألم قالت: “استيقظت في إحدى الليالي لأستفقد طفلتي (حلا) كونها لم تبكي، لأجدها بجسمها البارد النحيل قد فارقت الحياة.

وعند عرضها على الطبيب أُلقي اللوم عليَّ بسبب شربها لكميات كبيرة من اليانسون.”

إن العادات الخاطئة وجهل خطورتها وتأثيرها على حديثي الولادة، وخجل بعض الأمهات من إيقاف جدة الطفل عن فعل ذلك، وقلة خبرة الأم الجديدة في اتباعها تلك العادات الخاطئة، يؤدي إلى الكثير من الأمراض عند الأطفال مثل (حمى التجفاف) والتي بدورها تؤدي إلى قصور كلوي أو الوفاة، فلنترك تلك العادات الخاطئة ونلجأ إلى الطبيب المختص في حال ملاحظة شيء غريب على الطفل.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط