عبدي: قسد مستعدة لتسليم النفط والاندماج في الجيش السوري بشروط

76

كشف القائد العام لميليشيا سوريا الديمقراطية (قسد)، مظلوم عبدي، في تصريحات صحفية بارزة، عن استعداد قواته لاتخاذ خطوات غير مسبوقة تجاه دمشق، مشيرًا إلى إمكانية تسليم ملف النفط لحكومة تصريف الأعمال السورية، بشرط أن يتم توزيع العائدات بشكل عادل بين جميع المحافظات السورية، مما يعكس توجهًا نحو إعادة التوازن الاقتصادي داخل البلاد.

الاندماج المشروط في الجيش السوري

عبدي أكد أن المشاورات مع قائد الإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع، كانت إيجابية، موضحًا أن قواته مستعدة للاندماج مع الجيش السوري ككتلة عسكرية متكاملة ضمن وزارة الدفاع، شرط تحقيق وقف شامل لإطلاق النار. وأضاف أن هذا الاندماج سيكون في إطار قوانين وضوابط تضمن الحفاظ على خصوصية المؤسسات العسكرية والمدنية التابعة لـ”قسد”.

وأشار إلى أن الخطوات القادمة تتطلب بناء ثقة متبادلة، حيث يجب أن تتفق جميع الأطراف السورية على دستور جديد يُلبي تطلعات مختلف المكونات. وحذّر عبدي من أن غياب الثقة واستمرار التدخلات الإقليمية قد يعيد الأزمة السورية إلى نقطة الصفر.

اللامركزية.. خيار لا يتعارض مع وحدة سوريا

فيما يتعلق بمطالب الأكراد، أكد عبدي أن الدعوة إلى لامركزية إدارية في شمال شرق سوريا هي الحل الأنسب للواقع السوري الحالي، موضحًا أنها “لامركزية جغرافية” وليست ذات طابع قومي. وشدد على أن هذه المطالب لا تهدف إلى تقسيم البلاد أو إنشاء برلمان وحكومة منفصلة، بل تسعى لربط المؤسسات العسكرية والمدنية الكردية بالإدارة السورية بشكل يحترم خصوصية المكون الكردي.

اقرأ أيضاً: باسم ياخور يحاول تجميل ماضيه الموالي ويثير الجدل بتصريحاته…

عبدي لفت أيضًا إلى الفارق بين وضع شمال شرق سوريا وحالة إقليم كردستان العراق، مؤكدًا أن “قسد” لا تطالب في الوقت الراهن بالفيدرالية.

علاقات معقدة مع تركيا

عبدي أوضح أن السلام مع تركيا يبدو بعيد المنال حاليًا بسبب استمرار الهجمات التركية على المنطقة، معتبرًا أن أنقرة تعارض وجود الكرد على حدودها بشكل قاطع. وأشار إلى محاولات “قسد” للتوصل إلى وقف إطلاق نار مع تركيا، إلا أن الموقف التركي يظل عائقًا أمام أي تقدم.

دعوات للالتزام الدولي

على الصعيد الدولي، دعا عبدي الإدارة الأميركية إلى الالتزام بالقرارات الصادرة عام 2019 المتعلقة بوقف الهجمات التركية على سوريا، وحثّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على اتخاذ خطوات نحو السلام. كما شدد على أهمية العمل الجماعي بين السوريين لتحقيق الاستقرار وبناء سوريا جديدة موحدة.

سيناريوهات المستقبل

واختتم عبدي تصريحاته بالتأكيد على أن السيناريو الأمثل لسوريا يكمن في الوصول إلى حل سياسي شامل ودستور موحد، بينما يتمثل السيناريو الأسوأ في استمرار التوترات الإقليمية وانعدام الثقة بين السوريين. وأعرب عن أمله في أن يكون الحوار بين الأطراف السورية نقطة الانطلاق نحو إنهاء الأزمة وبناء دولة تلبي تطلعات الجميع.

هذا التوجه الجديد يعكس رغبة “قسد” في تعزيز التعاون مع دمشق تحت شروط تحفظ خصوصيتها وحقوق المكونات المختلفة، في وقت تواجه فيه سوريا تحديات غير مسبوقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط