في شهادة مؤثرة تعكس حجم الانتهاكات التي مارسها نظام الأسد بحق السوريين المعارضين، كشف الفنان السوري فارس الحلو أن منزله في سوريا لم يكن مجرد هدف للمصادرة، بل تحوّل إلى مستودع لتخزين المسروقات التي نُهبت من بيوت المدنيين في المدن والبلدات التي اقتحمتها قوات النظام بعد تهجير أهلها قسراً.
ظهر الحلو في مقطع مصوّر تم تداوله على نطاق واسع، وهو جالس على كرسي داخل منزله الذي اضطر إلى مغادرته مع انطلاق الثورة السورية في مارس/آذار 2011، بعد أن اتخذ موقفاً معلناً ومعارضاً للنظام. في الفيديو، يتحدث الحلو بأسى عن مصير منزله الذي تحوّل من مكان للعيش إلى “مخزن للغنائم”، وفق تعبيره.
ورداً على سؤال من المصوّر حول شعوره عند رؤيته لمنزله وقد أصبح مقرّاً لعناصر النظام، أجاب الحلو قائلاً: “سوريا كلها كانت تعاني من هذا المصير”. وعندما أشار المصور إلى أنه من حسن الحظ أن المنزل لم يتحوّل إلى معتقل، رد الحلو بنبرة ساخرة: “كانوا يجلبون الغنائم من غسالات وبرادات وأثاث إلى هنا… ربما لا يزال هناك برّاد متبقٍّ في الداخل”.
ردود فعل واسعة وترحيب بعودة الحلو
لاقى المقطع تفاعلاً كبيراً بين السوريين على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث عبّر الكثيرون عن تقديرهم للفنان الحلو واعتزازهم بعودته إلى الوطن بعد سنوات طويلة من الغياب. كتب أحد المتابعين: “الحمد لله على سلامتك… الشريف الحرّ رجع وقلع عيون الشبيحة”، فيما قال آخر: “فنان أصيل، لم يساوم على مواقفه، وعاد مرفوع الرأس”.
اقرأ أيضاً: سوريا وقطر تبحثان دعم قطاع الطاقة ومبادرة قطرية لتوفير الغاز…
كما أظهرت التعليقات مدى الألم الذي سبّبته ممارسات “التعفيش” التي اتبعتها قوات النظام، والتي شملت السلب والنهب الممنهج لممتلكات السوريين. كتبت إحدى المتابِعات: “كل سوريا تحوّلت إلى مستودعات للغنائم… الله ينتقم ممن دمّر بيوتنا وحياتنا”، وعلق آخر قائلاً: “أرزاقنا راحت، وتعبنا سُرق. بس العدالة جاية”.
فارس الحلو… فنان في وجه الطغيان
يُعد فارس الحلو من أوائل الفنانين السوريين الذين اتخذوا موقفاً علنياً ضد نظام الأسد منذ الأيام الأولى للثورة. رفض الانضمام إلى قافلة الموالين أو حتى الوقوف على الحياد، وهو ما عرّضه للملاحقة والتهديد، فاضطر إلى مغادرة سوريا ليستقر لاحقاً في فرنسا.
ورغم الغربة، لم ينقطع الحلو عن قضيته، بل واصل دعمه للثورة من خلال مشاريع فنية وثقافية توثق معاناة الشعب السوري، من أبرزها مشاركته في فيلم “الفرقة” الذي تناول تجربة السوريين المنفيين، فضلاً عن مساهمته في عروض مسرحية أقيمت في باريس، تناولت قصص المعتقلين والمبعدين.
وقد عاد الحلو إلى سوريا بعد سقوط نظام الأسد في 8 كانون الأول/ديسمبر 2024، حاملاً معه ذاكرة طويلة من الألم، وأملاً متجدداً بمستقبل يستحقه السوريون الذين ناضلوا لسنوات من أجل الحرية والكرامة.