في الشمال السوري.. الطاعون يفتك بالدواجن والمربي الخاسر الأكبر

أميمة محمد

0 558

 

نفوق متزايد في أعداد الفروج اللاحم خلال الأشهر القليلة الماضية، بسبب إصابته بأمراض خطيرة مثل (الطاعون، والتهاب الكبد الوبائي)، وقد أحدث ذلك حالة إرباك بين مربيّ الدواجن بريفي إدلب حلب لا سيما (ريف دارة عزة، وجنديرس، والباسوطة وتلعادة.)

 

الأمراض المنتشرة حاليًا تهدد بإفلاس ما تبقى من مربي الدواجن الذين انخفضت نسبهم لأقل من النصف قياسًا على ما كانوا عليه سابقًا، ولا تنفع كافة اللقاحات المتوافرة في السوق، وخاصة أن النفوق يطال أفواج الدواجن اللاحمة بأعمار متقدمة، الأمر الذي يتسبب في انخفاض كبير في نسب التحويل وارتفاع تكلفة الإنتاج للطن الواحد، كما أخبرنا من التقيناهم.

 

وللكشف عن التطورات الأخيرة لتربية قطاع الدواجن التقيانا مع الطبيب البيطري (محمد الأسعد) المشرف على مزارع ريفي إدلب وحلب، الذي أخبرنا قائلاً: “إنَّ الدجاج اللاحم يتعرض في الوقت الحالي لموجة شديدة من الطاعون (نيوكاسل) ومرض التهاب الكبد الوبائي، وهي أمراض فيروسية خطيرة تتسبب في خسائر اقتصادية كبيرة، لأنها تنتشر بسرعة وتؤدي إلى نفوق أعداد هائلة من الطيور تصل إلى نسبة 60% إلى 70 % في مزارع تربية الدواجن.”

 

ويضيف: “اضطر غالبية العاملين بهذا المجال مؤخرًا للتوقف عن العمل بهذه المصلحة، لحدة تفشي المرض وحصده لكميات غير متوقعة من أرزاقهم، وخاصة في ريف حلب الغربي، حيث ينتقل المرض عن طريق بيض التفريخ من الأمهات إلى الصيصان، ومن طائر لآخر ميكانيكيًا عن طريق ملامسة زرق الطيور المريضة والحشرات والهواء.”

 

وأشار(الأسعد) إلى أن الفيروس مقاوما للظروف الجوية، والطيور التي تشفى منه تصبح ناقلة للمرض، محذرًا من الأمراض المشتركة التي يمكن أن تنتقل من الطيور إلى الإنسان، فتظهر على المصاب علامات وبقع جلدية، الأمر الذي يثير مخاوف الأهالي المربين.

 

يحدثنا (عزت) وهو أحد المربي العاملين في مزارع الدجاج في ريف حلب الغربي، عن الخسائر الاقتصادية التي لحقت به خلال الشهرين الماضيين بقوله: “لدي مزرعتين تضم كل واحدة منهما سبعة آلاف طير، وبشكل مفاجئ تعرضت مزرعتي الأولى للإصابة بشبيه الطاعون، ففقدت نحو 70 بالمئة من الدجاج، حيث كان النفوق بمعدل 5 آلاف طير.”

 

ويكمل: “بعد قرابة الشهر انتقل المرض لمزرعتي الثانية وهي في عمر 25 يومًا، فاضطررت لبيعها وتكبدت خسائر مادية فادحة، وترتبت عليّ ديون إضافية، لأن حجم الطير كان صغيرًا أثناء البيع، حيث لا يتجاوز نصف كيلو غرامًا وزن الطير الواحد، علمًا لاستهلاكه معظم طعامه، وكذلك الأدوية والمصاريف الأخرى من تدفئة وأجور عاملين وغيرها.”

 

من جانبه سجلت شركة (الرمضان للدواجن) إنتاج كل دورة من الطيور قبل نحو عام بـ 600 ألف طير، في حين أصبح إنتاج الدورة الواحدة لهذا العام يقتصر على 70 – 75 ألف طير فقط، وأحصت الشركة عدد الدواجن المتوقفة عن العمل في مدينة دارة عزة وحدها ب 150 مدجنة.

 

ويعود هذا الانحسار الواضح في قطعان الدجاج اللاحم لعدة عوامل أبرزها عدم الاستقرار المعيشي وحملات النزوح المتقطعة، وارتفاع أسعار الصرف وغلاء المحروقات التي تزيد من التكلفة، فضلاً عن زيادة أسعار الأعلاف.

 

ينعكس الأمر سلبًا على قطاع الدجاج يشكل عام وعلى المربي في الدرجة الأولى، في حين تطال الآثار السلبية الأهالي المستهلكين، فقلة ضخ اللحوم في الأسواق واستنزافها الكبير تزيد من أسعارها، مما يدفعهم لتقليل استهلاكها أو الاستعاضة عنها باللحوم المستوردة من تركيا والأرخص نسبيًا.

 

 

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط