في فرنسا..الشرع يلتقي “قيصر” ويؤكد بدء مسار العدالة وماكرون يعلن دعمه لرفع العقوبات

1٬588

في مشهد غير مسبوق حمل أبعاداً إنسانية وتاريخية، التقى الرئيس السوري أحمد الشرع، اليوم الأربعاء، بالمصور العسكري المنشق المساعد أول فريد المذهان، المعروف باسم “قيصر”، على هامش زيارته الرسمية إلى العاصمة الفرنسية باريس، في خطوة وصفت بأنها لحظة مفصلية في مسار العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية في سوريا الجديدة.

وأكدت رئاسة الجمهورية العربية السورية أن اللقاء جمع الرئيس الشرع ووزير الخارجية أسعد الشيباني بـ”قيصر” في باريس، ضمن جدول أعمال زيارة الرئيس السوري الأولى إلى دولة أوروبية منذ إسقاط نظام بشار الأسد في كانون الأول الماضي. اللقاء يأتي وسط تحولات كبرى تعيشها سوريا، بعد أكثر من عقد من الحرب، وهو ما اعتبره مراقبون مؤشراً على توجه جدي نحو طي صفحة الماضي وفتح ملفات العدالة والمحاسبة.

الرئيس الشرع: نضمن العدالة دون انتقام

الرئيس الشرع، وفي تصريحات عقب اللقاء، قال إن “هذا اللقاء ليس مجرد حدث رمزي، بل لحظة اعتراف بآلام السوريين الذين دفعوا الثمن الأكبر في سنوات الحرب، وهي رسالة واضحة بأن لا عودة إلى الاستبداد، ولا تسامح مع من ارتكب جرائم بحق الإنسانية”.

اقرأ أيضاً: سوريا وقطر تبحثان دعم قطاع الطاقة ومبادرة قطرية لتوفير الغاز…

وأضاف: “نلتقي اليوم مع فريد المذهان لنؤكد أننا في سوريا الجديدة لا ندفن الذاكرة، بل نواجهها بشجاعة من أجل مستقبل أفضل، قائم على العدالة والكرامة والمساءلة”.

ماكرون: فرنسا تقف مع العدالة في سوريا

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي التقى نظيره السوري في قصر الإليزيه في وقت لاحق من اليوم، عبّر عن دعم بلاده الكامل لـ”سوريا جديدة تقوم على مبدأ العدالة لا الانتقام، والتعايش لا الإقصاء”، مؤكداً أن فرنسا ستبقى شريكة في جهود الاستقرار، ومحاسبة مرتكبي الجرائم.

وقال ماكرون: “سوريا لن تستعيد عافيتها دون عدالة، ونحن ندعم هذه المسارات من دون فرض إملاءات، بل بالشراكة مع شعب دفع ثمناً باهظاً لأجل حريته”.

كما أشار الرئيس الفرنسي إلى التراجع الملحوظ في إنتاج الكبتاغون في سوريا، مشيداً بجهود الرئيس الشرع في مكافحة هذه الآفة، ومؤكداً استعداد فرنسا لدعم عملية إعادة الإعمار ورفع العقوبات بشكل تدريجي في حال استمرار النهج الإصلاحي.

رسائل اللقاء

يحمل اللقاء بين الشرع و”قيصر” دلالات قوية، أبرزها: فتح ملف العدالة الانتقالية رسمياً، وهو ما تطالب به منظمات حقوقية سورية ودولية منذ سنوات وتأكيد الشرع على وحدة الدولة السورية ورفض الطائفية، والتزامه بعدم منح الحصانة لمرتكبي الجرائم مع دعم دولي متزايد للقيادة السورية الجديدة، مع إشارات واضحة من باريس إلى رغبة في التطبيع التدريجي المشروط.

نحو مستقبل جديد

بينما لا تزال تحديات إعادة الإعمار ومحاسبة الجناة ومواجهة الإرهاب قائمة، فإن لقاء الرئيس السوري مع “قيصر” يفتح نافذة أمل حقيقية نحو سوريا قائمة على المحاسبة والشفافية، ويبعث برسالة تطمين للضحايا وعائلاتهم بأن دماءهم لم تذهب سدى.

وفي وقت لا تزال فيه قضايا الحدود، والعقوبات، والتفاوض غير المباشر مع إسرائيل، والمقاتلين الأجانب، تفرض نفسها على الطاولة، فإن هذا اللقاء الرمزي قد يصبح حجر الأساس لعدالة سورية حقيقية.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط