أعلن نائب وزير الهجرة القبرصي نيكولاس يوانيدس أن السلطات القبرصية أعادت 60 مهاجراً سورياً إلى بلادهم خلال الأيام الماضية، وذلك في إطار اتفاقية ثنائية موقعة بين قبرص وسوريا تتعلق بعمليات البحث والإنقاذ.
وأوضح يوانيدس أن زورقين مطاطيين يحملان مهاجرين سوريين تم اعتراضهما في المياه القبرصية، وتمت إعادتهم مباشرة إلى سوريا بموجب الاتفاق الموقع مع الحكومة السورية، والذي ينص على استعادة دمشق لمواطنيها الذين يتم اعتراضهم أثناء محاولتهم دخول الأراضي القبرصية بشكل غير قانوني عبر البحر.
وأشار المسؤول القبرصي إلى أن الأشهر الأخيرة شهدت تزايداً ملحوظاً في أعداد القوارب القادمة من السواحل السورية، في ظاهرة جديدة نسبياً، بعدما كانت معظم الرحلات غير النظامية نحو قبرص تنطلق من السواحل اللبنانية.
اقرأ أيضاً: الرئيس السوري يغيب عن قمة بغداد… ووزير الخارجية يترأس…
وفي إطار التعاون الثنائي، تعمل قبرص وسوريا على مكافحة شبكات تهريب البشر التي تنشط في تهريب المهاجرين وتشغيلهم في سوق سوداء تستغل أوضاعهم الهشة، بحسب يوانيدس.
وفي خطوة لافتة، أعلنت الحكومة القبرصية أنها لم تعد تمنح حق اللجوء تلقائياً للمواطنين السوريين، مؤكدة أنها ستقوم بدراسة كل طلب على حدة، وفقاً للمعايير الدولية والأوروبية، وهو ما قد يشير إلى تحوّل في سياسة قبرص تجاه ملف اللجوء السوري.
وبحسب البيانات الرسمية، يبلغ عدد طلبات اللجوء المعلّقة حالياً في قبرص حوالي 19,000 طلب، من بينها 13,000 مقدّمة من مواطنين سوريين. كما أظهرت الإحصائيات أن 2,300 سورياً تراجعوا عن طلبات اللجوء أو ألغوا وضعهم كلاجئين بعد خلع الرئيس بشار الأسد، بينما عاد نحو 2,100 شخص إلى سوريا بشكل طوعي.
يأتي هذا التطور في وقت تشهد فيه أوروبا مراجعة متزايدة لسياسات الهجرة، في ظل تنامي الضغوط الاجتماعية والسياسية الناجمة عن موجات اللجوء المستمرة منذ أكثر من عقد.