“قسد” والإدارة السورية الجديدة..مفاوضات تتعثر بين الدمج والمخاوف الأمنية

794

في تطور جديد يعكس تعقيد المشهد السوري، أعلن القائد العام لميليشيات سوريا الديمقراطية (قسد)، مظلوم عبدي، استعداد قواته للانخراط ضمن الجيش السوري الجديد، مع تأكيده على وجود خلافات تتعلق بآلية الدمج والتوقيت.

كما شدد عبدي على أن قواته لن تسمح بمحاولات السيطرة على سد تشرين أو مناطق شرق الفرات، واصفاً المرحلة بأنها حاسمة لمستقبل سوريا.

اجتماع دمشق: نقاط مشتركة وخلافات عالقة

عبدي كشف في مقابلة مع وكالة “هاوار” عن اجتماع مطول جرى في دمشق مع القائد العام للإدارة السياسية الجديدة، أحمد الشرع. وأوضح أن اللقاء أظهر نقاطاً مشتركة بين الجانبين، حيث تم الاتفاق على أهمية الحوار السياسي ورفض تقسيم البلاد. كما ناقش الطرفان مستقبل “قسد” ودورها في الجيش الجديد، مؤكداً أن “قسد” لا تسعى للانفصال أو تأسيس كيان مستقل داخل سوريا.

لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على واتساب اضغط هنا

ورغم هذه التفاهمات، زعم عبدي  وجود خلافات حول آلية دمج “قسد” ضمن وزارة الدفاع السورية، بالإضافة إلى تباين في وجهات النظر بشأن توقيت تشكيل الجيش الجديد. وأكد أن المفاوضات مستمرة للوصول إلى حلول مرضية.

مطالب متبادلة ومساعٍ للتفاهم

فيما يخص المطالب المتبادلة، أشار عبدي إلى أن ميليشيا “قسد” والإدارة السورية الجديدة ناقشا قضايا عديدة، دون الكشف عن تفاصيلها. لكنه أوضح أن بعض النقاط تم الاتفاق عليها، مع احتمالية عقد اجتماعات مستقبلية لمتابعة تنفيذ الخطوات العملية.

على الجانب الآخر، أكد أحمد الشرع، رئيس الإدارة السورية الجديدة، أن بلاده لن تقبل بوجود أي مجموعات مسلحة خارج سيطرة الدولة، مشدداً على ضرورة خروج العناصر الأجنبية من وحدات حماية الشعب، الذراع العسكري لـ”قسد”. وأضاف الشرع أن الإدارة مستعدة للتفاوض مع “قسد”، شريطة أن تكون جميع الأسلحة تحت سيطرة الدولة السورية.

سد تشرين: خط أحمر لـ”قسد”

عبدي تناول التهديدات التركية زاعماً أن نيتها تنفيذ هجمات للسيطرة على سد تشرين وجسر قرقوزاق قرب منبج. وشدد على أن “قسد” لن تسمح بهذه المخططات، مشيراً إلى أن قواته قدمت مبادرات إيجابية لوقف الهجمات عبر وسطاء دوليين، دون استجابة من الطرف الآخر.

وطالب الإدارة السورية الجديدة بموقف واضح ضد هذه التهديدات، مؤكداً أن المرحلة الحالية تتطلب التركيز على استقرار البلاد.

الموقف الدولي ودور فرنسا

دولياً، تعمل فرنسا على توحيد الموقف السياسي الكردي في سوريا، حيث دعت وزارة الخارجية الفرنسية كلاً من المجلس الوطني الكردي (ENKS) و”قسد” إلى الاتفاق على رؤية مشتركة وتمثيل موحد. وعقد ممثل الخارجية الفرنسية، ريمي دروين، لقاءات مع قيادات كردية لمناقشة تجاوز الخلافات ووضع خارطة طريق لتأمين مشاركة فاعلة للكرد في المفاوضات حول مستقبل سوريا.

تصريحات الشرع: رفض للتقسيم واستعداد للتفاوض

من جانبه، أكد أحمد الشرع أن الإدارة السورية الجديدة ترفض تقسيم البلاد وتعتبر الأكراد جزءاً أساسياً من المجتمع السوري. لكنه شدد على ضرورة ضبط الأمن الداخلي وعدم السماح بوجود مجموعات مسلحة خارج سيطرة الدولة. كما أشار إلى أن الإدارة الجديدة تسعى لبناء علاقات مستقبلية مستقرة مع القوى الإقليمية والدولية، متمنياً أن تكون زيارته الخارجية الأولى إلى السعودية أو تركيا نقطة انطلاق لتعزيز الاستقرار في المنطقة.

تعهد بالمساواة والعدالة

وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، عبّر عن موقف إيجابي تجاه الأكراد في تغريدة عبر منصة “إكس”، حيث أكد أن الأكراد جزء لا يتجزأ من التنوع السوري. وتعهّد بالعمل لتحقيق المساواة والعدالة بين جميع مكونات الشعب السوري.

 

 

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط