قصة (ربا) مع ثلاث كتل خبيثة وكلمة فاشلة

علا المصري

0 1٬956

 

بقلبٍ صابرٍ وعزمٍ لا ينثني، وبذاك الشغف المتدفق، تمكنت (ربا) من تجاوز المحن بيدين ناعمتين كسرت بهما عوائق شائكة، إذ إنها في ظُلمة المعاناة كانت شمعة وضّاءة على صفحات النور، ترسم ملامح الأمل رغم ما عانته من ويلات الأورام الخبيثة (السرطان).

 

تقول ربا متحدثة عن مرضها: ”كنتُ في الثالث الثانوي العلمي أدرس بشغفٍ عظيمٍ باذلة قصارى جهدي لأحقق حلم الوصول إلى مجال التخدير، وبعد عدة أشهر تفاجأت بثلاث كتل صُنفت سرطانية بعد تشخيص طبي، تعرضت لصدمةٍ نفسيةٍ وانهيارٍ معنوي وهلعٍ حقيقي في بداية الأمر، لاسيما أنه لابدَّ من إجراء عملية جراحية لاستئصال الكتل خلال أسابيع قليلة.

أُجريت العملية في الشهر الرابع تحديدًا من عام 2019 لإزالة ثلاث كتل من جسدي، عانيت واقعًا مريرًا فظًا وسط ظروف قاهرة، ثم في الشهر الاول من سنة ٢۰٢۰ عادت المعاناة بظهور كتلة غدية سرطانية حميدة في عنقي وعلى إثرها تم استئصال نصف الغدة الدرقية وأنا أستعد لامتحانات الثانوية. “

وعن المصير الدراسي تقول ربا: ”فاتني الكثير الكثير من المنهج الدراسي الذي لم أتمكن من تعويضه لاحقًا، لاسيما أن العمليات الجراحية كانت كفيلة باستنزاف طاقتي لمدة لا تقل عن شهرين للعملية الواحدة، إضافة إلى كوني تعرضتُ للنقد الجارح والحطّ من شأن دراستي من الأقرباء قبل الغرباء.

لم يأبه أحد لحالتي الصحية بقدر ما تم انتقادي ووصفي بالكسولة الفاشلة دون رحمة، لم أكن مذنبة لأحظى بكل هذا الإحباط، ولعل هذا الانتقاد اللاذع جعلني أصرّ على إتمام دراستي، فقد كنت مصرّة على التقدّم للامتحان النهائي على الرغم من كلمة (فاشلة) التي تكررت على مسمعي مرارًا دون الاكتراث لحالتي الصحية، ثم نجحت بمعدل يؤهلني لدخول معهد «التجارة والاقتصاد» “

أما عمّن كان بجانبها في محنتها فتقول ربا: ”أختي (سيدرا) فقط من كانت بقربي طيلة الوقت، كانت تستمر بإيقاد شعل الأمل لدربي المظلم وقتذاك، أما من الكادر التدريسي فكان الأستاذ (مالك قصاص) بجانبي دومًا يحفزني على الدراسة “

دوافع ربا في مواجهة المرض وإكمال دراستها

”أما عن الدافع الأول الذي جعلني أكافح الألم بشراسة واستمر بدراستي فهو ذكرى كلمات أمي الأستاذة المحامية (وفاء هرموش) رحمها الله، التي كانت في آخر كلماتها وصيّة لي ولأختي بالسعي وراء إتمام دراستنا، ظللت أتساءل حينها كيف أستسلم وأنا ابنة امرأة عظيمة؟! ابنة رجل في شيب رأسه حكايا تضحية لأجلنا“

وبرسالة توجهها (ربا) للمجتمع وكل من يمرّ بما مرّت به تقول: ”ثمّة من يرى فيك أملاً، حتى لو كان ميتًا أمله لا يموت أبدًا، كافح لأجل روح رأت فيك نجاحًا، وتذكر دائمًا أن الله شاهدٌ على كل ما تمر به. “

قصة (ربا) نموذجًا محفزًا لكل طالب وطالبة، رغم ما تخبئ هذه القصة بين طياتها من معاناة، لكل الطلاب الذين يتململون من ظروف أو عوائق تعترض طريقهم، اكسروا العوائق وتقدموا فالنجاح لن يطرق أبوابكم إن لم تحطموا الحواجز راكضين نحوه.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط