قناة تواصل سرية بين دمشق وتل أبيب بوساطة إماراتية

1٬415

كشفت وكالة “رويترز”، نقلاً عن ثلاثة مصادر وصفتها بالمطلعة، أن دولة الإمارات العربية المتحدة بادرت إلى إنشاء قناة اتصال خلفية وغير معلنة بين سوريا وإسرائيل، وذلك في إطار مساعٍ جديدة من قبل القيادة السورية للحصول على دعم إقليمي في إدارة العلاقة المتوترة مع تل أبيب.

وبحسب التقرير، فإن هذه الاتصالات غير الرسمية تركز على ملفات الأمن والاستخبارات وبناء الثقة، في ظل غياب أي علاقات دبلوماسية رسمية بين الطرفين. وأوضح مصدر أمني سوري وآخر من جهاز استخبارات إقليمي، أن هذه القناة بدأت في أعقاب زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى الإمارات في 13 نيسان/أبريل الماضي، مشيرَين إلى أن النقاشات الحالية تقتصر على “مسائل فنية”، مع احتمال توسعها لاحقاً.

وأكد مصدر أمني سوري رفيع أن الحوار مع الجانب الإسرائيلي لا يشمل قضايا عسكرية صِرفة، وعلى وجه التحديد الأنشطة الإسرائيلية داخل الأراضي السورية، بل يتركز على ملفات مكافحة الإرهاب فقط.

اقرأ أيضاً: “رجال الكرامة” ترفض تسليم السلاح وتطالب بهيكلة…

وتضم الاجتماعات، وفق مصادر استخباراتية، مسؤولين أمنيين إماراتيين، إلى جانب عناصر من الاستخبارات السورية، وبعض الشخصيات السابقة من جهاز الاستخبارات الإسرائيلي، إضافة إلى أطراف لم يتم الكشف عن هوياتهم.

ويأتي هذا التحرك الإماراتي على وقع سلسلة ضربات جوية إسرائيلية في سوريا، بينها ضربة وقعت على بُعد 500 متر من القصر الرئاسي في دمشق. وأشارت “رويترز” إلى أنه لم يتضح بعد ما إذا كانت القناة الخلفية قد استُخدمت للرد أو التهدئة بعد هذه الهجمات.

وتعتبر إسرائيل أن هذه الضربات تشكل “رسالة تحذير” إلى القيادة السورية الجديدة، في ضوء ما وصفته بـ”التهديدات ضد الطائفة الدرزية”، التي لها وجود في سوريا ولبنان والأراضي المحتلة. في المقابل، ترى دمشق أن الضربات تمثل تصعيداً وتدخلاً خارجياً مرفوضاً، مؤكدة أن أولويات الحكومة الحالية تتمثل في توحيد البلاد بعد سنوات طويلة من الحرب.

وفي سياق موازٍ، ذكرت الوكالة أن دمشق أجرت اتصالات مع ممثلين عن الجالية اليهودية في الداخل والخارج، كما أقدمت على اعتقال اثنين من كبار مسؤولي حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، في ما يبدو أنه جزء من مساعي التهدئة تجاه إسرائيل.

ووفق مصادر دبلوماسية، فقد جرت وساطة غير رسمية أخرى خلال الأيام القليلة الماضية، غير أن التفاصيل بقيت طي الكتمان نظراً لحساسية الملف.

ورغم المخاوف الإماراتية من بعض الشخصيات ذات “التوجه الإسلامي” في الحكومة السورية الجديدة، فإن لقاء الرئيس السوري أحمد الشرع بولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد ساهم في تبديد هذه المخاوف، واستمر لعدة ساعات، ما أدى إلى تأجيل التزامات أخرى للرئيس السوري.

ووفق ذات المصادر، فقد شُرع في فتح قناة الاتصال غير المباشرة مع إسرائيل بعد هذا اللقاء بأيام قليلة، انطلاقاً من قناعة سورية بأن العلاقات الإماراتية – الإسرائيلية، التي بدأت عام 2020 بوساطة أميركية، قد تشكل جسراً أساسياً لبحث قضايا حساسة بين الجانبين.

مصدر المادة اضغط هنا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط