قيادي في جيش الاحتلال يدخل سوريا ويلتقي بزعماء دروز

885

في خطوة غير مسبوقة تكشف أبعاد التدخل الإسرائيلي في الشأن السوري، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أن اللواء غسان عليان، منسق الحكومة الإسرائيلية في الضفة الغربية، دخل الأراضي السورية مؤخراً والتقى بعدد من زعماء الطائفة الدرزية، وذلك في ظل حملة إسرائيلية متواصلة تدّعي حماية الدروز في سوريا.

وبحسب ما أوردته إذاعة جيش الاحتلال، فإن عليان، وهو Druze الأصل ويحمل رتبة لواء، دخل سوريا دون الكشف عن المناطق التي زارها أو الشخصيات التي اجتمع بها. وتأتي هذه الزيارة في وقت تتصاعد فيه التصريحات الإسرائيلية التي تتذرع بحماية الدروز لتبرير تدخلات عسكرية وسياسية داخل الأراضي السورية.

وكانت صحيفة “إسرائيل اليوم” قد ذكرت في تقرير سابق نُشر أواخر شباط الماضي، أن عليان التقى قيادات درزية سورية بهدف “تعزيز العلاقات”، دون تقديم تفاصيل إضافية.

اقرأ أيضاً: سوريا وقطر تبحثان دعم قطاع الطاقة ومبادرة قطرية لتوفير الغاز…

وتشير تقارير إلى أن عليان كُلّف بوضع خطة تهدف إلى منح السوريين من أبناء الطائفة الدرزية تصاريح عمل تتيح لهم دخول الأراضي المحتلة صباحاً والعودة إلى سوريا مساءً، في خطوة يرى فيها مراقبون محاولة إسرائيلية لاستمالة بعض الفئات داخل المجتمع السوري.

ويعد غسان عليان من أبرز القادة العسكريين في إسرائيل، إذ وُلد في قرية شفا عمرو بالجليل عام 1972، وبدأ مسيرته العسكرية في لواء “غولاني”، أحد ألوية النخبة في الجيش الإسرائيلي، وقاده خلال الحرب على قطاع غزة عام 2014، حيث أُصيب بجروح بالغة. وتدرج في مناصب قيادية بارزة، وصولاً إلى رئاسة وحدة “كوغات” المسؤولة عن إدارة الشؤون المدنية في الضفة الغربية وقطاع غزة.

ويُنظر إلى عليان في الأوساط الفلسطينية كأداة بيد الاحتلال، يتحكم عبر منصبه في تفاصيل الحياة اليومية للفلسطينيين، خاصة من خلال تصريحاته التي غالباً ما تبرر الإجراءات القمعية بحق سكان غزة والضفة الغربية.

في السياق ذاته، كثف مسؤولون إسرائيليون، بينهم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف كاتس، من تصريحاتهم خلال الفترة الأخيرة، زاعمين أنهم يسعون إلى حماية الدروز في سوريا. وقد ترافقت هذه التصريحات مع غارات شنّها الطيران الحربي الإسرائيلي على مواقع سورية في منطقتي جرمانا وصحنايا بريف دمشق.

غير أن صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية كشفت أن المواقع المستهدفة لم تكن مرتبطة بأي تهديد مباشر للدروز، بل كانت ضمن “بنك أهداف” إسرائيلي معدّ سلفاً لضرب البنية التحتية للجيش السوري، مشيرة إلى أن الدافع الأساسي للغارات هو تدمير ما تبقى من أسلحة استراتيجية لدى الجيش السوري، وليس حماية المدنيين الدروز كما تزعم تل أبيب.

من جهتها، تؤكد الحكومة السورية أنها مسؤولة عن حماية جميع مواطنيها دون تمييز، وتعتبر التصريحات والعمليات الإسرائيلية بمثابة تدخل سافر في الشؤون الداخلية ومحاولة لخلق شرخ مجتمعي يخدم الأجندات الاحتلالية في المنطقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط