كيف تعزز رغبة التعلم في العام الدراسي الأول للطفل؟

علا المصري

0 2٬568

العام الدراسي الأول للطفل غالبًا ما يبدأ بصعوبات في التأقلم والاعتياد على الروتين اليومي للمدرسة والواجبات والاختلاط بالزملاء والمدرّسين والاندماج بالبيئة الدراسية، مما يجعل بعض الأطفال في حالة رهابٍ من أجواء المدرسة والمقاعد الدراسية ورفاق الصف، وهذه ظاهرة تصيب معظم المستجدّين في صفوف التعليم، لكن قد تتفاقم هذه الرهبة لتشكّل أحيانًا حالة نفسية تسوء مع كل صغيرة وكبيرة يتعرض لها الطفل أثناء وجوده في المدرسة.

ومن المحتمل أن يلازم الذعر هذا الطفل طيلة حياته الدراسية إن لم يتم التعامل معه بجديّة وبالشكل الصحيح الذي ينصح به الأطباء النفسيين والأخصائيين.

السيدة أمينة توضح معاناتها مع طفلتها في عامها الدارسي الأول بقولها : “عانيت من تذمر ورعب طفلتي في بداية الشهر الأول، لم أكن أعرف ما هي الطريقة الصحيحة للتعامل معها في هذه الحالة، كنت أفتش بمشقة عن السبب كي أعالجه، حتى اكتشفت أن طفلتي كانت تعاني من الوحدة داخل حدود المدرسة، وعندما انتقلت إلى جانبها ابنة عمها اختفى ذعرها وتذمرها، وظهرت الثقة بالنفس في شخصية ابنتي، وأنصح بأن تجدوا الصديق لطفلكم قبل إقحامه في عالم غريب بالنسبة إليه”.

لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على تلغرام اضغط هنا

بينما للسيد (محمد قشلوعة) رأي آخر حين حدثنا عن أحد الأسباب التي أثرت سلبًا على طفله:” إن الأجواء الاجتماعية في المدرسة بطبيعة الحال تشكل خوفًا وغرابة بالنسبة إلى الطفل، لكن ما يزيد من رهبة الطفل ورغبته في الابتعاد برأيي هو طرق بعض المدرّسين في التدريس، فمثلاً إعطاء الطفل معلومات لا تناسب سنّه واستيعابه، هنا يشعر الطفل أنه ليس في المكان المناسب، وأنه منقوص بكونه لا يستوعب ما يستوعبه الآخرون“.

 

ليضيف: “أعتقد أن أحد الأسباب هو معاملة المعلم للطفل على أنه (طالب) وليس طفل يجب مراعاة عقليته”.

 صحيفة حبر قامت باستشارة الأخصائية المغربية (غزلان أفريو) الأستاذة في مجال رياض الأطفال في ألمانيا، التي قالت موضحة: “تعاملت مع أطفال بأعمار مختلفة من جنسيات مختلفة، وهذه الرهبة كانت -تقريبًا- عند معظم الأطفال، هي مرحلة الاستكشاف وتحتاج من الطفل وقتًا كي يتأقلم على أجواء جديدة، هذا طبيعي في مرحلة ما، تسمى (رهبة البداية)”.

إلهام أحمد: واشنطن أوضحت لنا كل شيء وهي باقية في سورية

ماذا عن الأسباب؟

تقول الأستاذة: ”إن جزءًا من الأسباب يعود للوالدين، بأنهم لم يمهّدوا الطريق للطفل، فمثلاً لو اصطحبوا الطفل إلى مدارس أو نوادي تعليمية قبل أشهر من دخوله الصفوف الدراسية سيكون الطفل قد استعد وتهيّأ نفسيًا، ولم يعد يهاب أو يستغرب من البيئة تلك، وحين دخول الطفل إلى مقاعد الدراسة يفضّل أن يبقى أحد والديه إلى جانبه في اليوم الأول أو حتى الساعة الأولى، ريثما يطمئن الطفل وتتشكل رابطة الثقة بين الطفل والمعلم”.

 

أما عن دور المعلم فقالت: “بالطبع للمعلم الدور الكبير في أن يأخذ مساحته ودوره، وأن يكون المساعد لهذا الطفل، بأن يحتويه ويتفهمه ويحاول التقرب منه، بحيث يعطي الطفل المستجد اهتمامًا خاصًا ليشعره أنه بأمان ويبعد عنه الذعر والشكوك، طبعًا مع تشجيع الأهل وتعاونهم مع المعلم في مساعدة الطفل على التأقلم“.

 

على الوالدين تقبّل هذا الخوف واحتوائه بالطريقة السليمة والأسلوب القويم، وتجنب التطرق لتوبيخ طفلهم أو تهديده مثلاً، كما عليهم اختيار المعلم المتفهم المساعد الذي يبني ثقة الطفل، لا يهدمها، وعلى الأهل والمدرسين أن يحولوا هذه الرهبة إلى رغبة، إذ إن الطفل أمانة في أعناقنا فكونوا مستأمنين أوفياء.

 

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط