أكد نقيب الفنانين السوريين، مازن الناطور، أن نقابة الفنانين تمر بمرحلة انتقالية تهدف إلى إعادة بناء الشرعية الأخلاقية والمهنية، نافياً أن تكون قراراتها الأخيرة ذات طابع سياسي أو شخصي، أو أنها تهدف إلى تصفية حسابات.
وخلال مقابلة تلفزيونية في برنامج تفاعلكم على قناة العربية، قال الناطور إن النقابة الجديدة تسعى لإعادة الاعتبار للمواقف النزيهة التي “وُئدت في ظل نظام الأسد المخلوع”، مؤكداً أن منح العضوية الشرفية لفنانين مثل أصالة نصري، وفضل شاكر، ومالك جندلي جاء “تقديراً لمواقفهم المشرفة في وجه الظلم”، لا كتفضيل سياسي.
وأضاف: “أصالة نصري، ومالك جندلي، وفضل شاكر، وغيرهم، قالوا كلمة حق في زمن القمع، واستحقوا أن نرفعهم لا أن نحاربهم”، مشدداً على أن النقابة تسعى لإنصاف من وقف إلى جانب الشعب، ومحاسبة من “ساند آلة القمع”.
فصل سلاف فواخرجي.. والرد على الانتقادات
وعن قرار فصل الممثلة سلاف فواخرجي، أوضح الناطور أن تصريحاتها الأخيرة “طعنت بثورة السوريين”، ولا يمكن التساهل معها، قائلاً: “لن نساوي بين من وقف مع القمع ومن وقف مع شعبه”.
اقرأ أيضاً: مؤتمر الحوار الوطني الكردي بقيادة قسد يعلن رؤيته السياسية…
ورد الناطور على المقارنة بينه وبين النقيب السابق زهير رمضان، قائلاً: “في عهد النظام السابق كانت القرارات تُصاغ في أفرع المخابرات.. نحن اليوم نؤسس لنقابة مدنية مستقلة، لا تخضع لأي دكتاتور أو جهة أمنية”.
حوار مع الحكومة.. وإصلاحات قانونية
وكشف الناطور عن تشكيل لجنة قانونية للتفاوض مع رئاسة مجلس الوزراء من أجل تعديل مواد اعتبرها “ظالمة”، منها البند الذي يمنع انضمام من تجاوز الأربعين من العمر إلى النقابة، قائلاً: “الفن لا يُقاس بالعمر، بل بالإبداع”.
وأكد أن تعيينه نقيباً تم في إطار المرحلة الانتقالية التي تمر بها سوريا، وأن الانتخابات ستُجرى حين تُنظم الاستحقاقات الوطنية الشاملة، مشيراً إلى أن النقابة الحالية ستلتزم بالدستور، مع السعي لتحديث أنظمتها الداخلية.
مواجهة الانتقادات من الليث حجو وعابد فهد
ورداً على انتقادات المخرج الليث حجو، الذي وصف النقابة بـ”الفاشلة”، شدد الناطور على أن استلامه المنصب كان في الأول من نيسان/أبريل فقط، لا قبل أربعة أشهر كما قيل، معتبراً أن حجو ربما انزعج من قرار فصل فواخرجي.
أما الممثل عابد فهد، فأوضح أنه يحترم رأيه، مضيفاً: “نحن نعمل وفق رؤية جماعية، والقرارات تُتخذ داخل مجلس النقابة، وليس بشكل فردي”.
وفيما يتعلق بانتقادات وُجهت له بسبب غنائه واحتفاله، قال: “احتفلت بسقوط طاغية حكم سوريا 53 عاماً، وغنيت بالكردية احتراماً للثقافة السورية المتنوعة.. هذه لحظة وطنية بالنسبة لنا”.
نقابة جديدة.. لرؤية جديدة
وختم الناطور حديثه بالتأكيد على أن النقابة الجديدة لا تتبع لأي جهة أمنية أو سياسية، بل تسعى لتكون بيتاً للفنانين الذين وقفوا مع الشعب، مضيفاً: “نعمل بأقصى طاقتنا رغم قِصر المدة، وندعو الجميع إلى التكاتف من أجل مستقبل يليق بسوريا”.