محمد عثمان.. من الإعاقة إلى مهاجم بكُرة القدم

عبد العزيز عنان

0 2٬695

عبد العزيز عنان

“إرادة الإنسان لا تعرف اليأس أو الهزيمة، إذ عليه عدم الاستسلام” بهذه الكلمات يبدأ (محمد عثمان) شاب من بلدة زردنا بريف إدلب الشمالي حديثه عن تحديه لإعاقته وهي بتر طرف في الرجل اليمنى، ومعاناته مع مرض السرطان القاتل الذي تغلب عليه وبدأ بالعودة بشكل تدريجي إلى حياته الطبيعية وممارسته نشاطات رياضية منها لعب كرة القدم.

صحيفة حبر التقت الشاب (محمد عثمان)؛ لمعرفة قصته أكثر، حيث يوضح لنا بداية إعاقته بقوله: “بدأت معاناتي عندما كان عمري 17 عامًا، حيث بدأت تظهر عليَّ أعراض مرضية تتثمل بألم شديد بالقدم اليمنى، لم أعرف وقتها سببها، وبدأت بزيارة الأطباء بشكل كبير، لكن دون جدوى أو فائدة تذكر؛ لأن جميع الأطباء الذين زرتهم كان لهم رأي وتشخيص مخالف للآخر، وفي خضم الشد والجذب من قبل الأطباء ساءت حالتي كثيرًا ولازمت الفراش؛ لأنني لم أستطيع المشي والحركة إلا من خلال عكازات طبية.”

ويتابع (محمد): “قمت بإجراء فحوصات كاملة بمشفى باب الهوى، فتبين لدى الطبيب وجود مرض غريب بالقدم اليمنى، وبدأ بتحليل المرض ليحل عقدة المرض الغريب، وهو مرض (سرطان ساركومة)، وهو أخطر أنواع السرطان، فبدأتُ بتلقي العلاج الكيماوي، وصارت حالتي الجسدية والنفسية بالانهيار والتغّير بشكل كبير، ولم يجدي العلاج نفعًا، الأمر الذي اضطرني للخضوع لعملية جراحية تمثلت ببتر طرفي الأيمن.

بتر قدمي أحزنني وزاد من ألآمي كثيراً لأنه حرمني من حلمي في ممارسة كرة القدم التي عشقتها، وبدأت ممارستها بعزيمة صلبة وهمة عالية بعد تشجيع أصدقائي وأقاربي.”

العودة إلى الحياة وتحقيق النجاح:

يكمل (محمد) حديثه بكل عزم وإرادة: “عادت لي الحياة بعد استخدامي للعكازات التي ساعدتني كثيرًا، ثم مارست التدريب لمدة أربع سنوات متواصلة تحت إشراف مدرب مختص (محمد شيخ الحدادين) الذي يعدُّ صاحب الفضل الأكبر في تمكني من المشي والجري ولعب كرة القدم.

بعدها انضممت لفريق كرة قدم لذوي الاحتياجات الخاصة (مبتوري الأطراف) واسمه: (فريق الأمل) والآن ألعب مهاجمًا للفريق.”

يختتم محمد حديثه: “الإعاقة ليست إعاقة الجسد، إنما هي إعاقة الفكر والاستسلام الذي يؤدي بالنفس إلى اليأس والهرم، وإرادة الانسان وعزيمته أكبر من الإعاقة والخضوع لها.”

وأكّد تقرير للأمم المتحدة وجود 3 مليون سوري يعانون من إعاقة جسدية دائمة بسبب الاشتباكات، وذكر التقرير الصادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، حول احتياجات الشعب السوري لعام 2017: “تعرض 30 ألف إنسان في سورية شهريًا لصدمة نفسية جراء الصراع، ومعاناة 2.8 مليون شخص من إعاقة جسدية دائمة.”

ووفقًا للتقديرات التابعة لمنظمة الصحة العالمية فإن 2.3 إلى 3.3 مليون شخص من النازحين قسرًا في العالم هم من ذوي الإعاقات، ثلثهم من الأطفال ، حيث يعاني عدد كبير منهم من الإهمال والتجاهل ضمن مجتمعاتهم المحلية.

 

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط