صعَّدت قوات نظام الأسد ، بمشاركة ميليشيات مسلحة، من حصارها على مخيم الركبان الواقع عند المثلث الحدودي بين سوريا والعراق والأردن، مما فاقم الوضع الإنساني في المخيم الذي يضم قرابة ثمانية آلاف نازح سوري يعيشون في ظروف صعبة.
ويأتي هذا الحصار بعد سنوات من التضييق ومنع الإمدادات الأساسية عن المدنيين العالقين، مما دفع بعض السكان لمحاولة جلب المواد الغذائية بطرق غير مشروعة.
وأصدر “جيش سورية الحرة” (المعروف سابقاً بـ”مغاوير الثورة”) بياناً عبر منصة “إكس”، أكد فيه أن قوات النظام قد كثفت من إجراءات الحصار، مما منع وصول أي مواد غذائية أو إمدادات طبية إلى المخيم.
وأشار البيان إلى أن الأوضاع داخل المخيم قد وصلت إلى درجة يصعب احتمالها، حيث حاولت مجموعة من المدنيين إدخال بعض المواد الغذائية بطرق غير رسمية إلا أنها باءت بالفشل.
وفي السياق نفسه، أفادت “المنظمة السورية للطوارئ” بأن “الفرقة الرابعة” التابعة لقوات النظام أغلقت جميع الطرق الفرعية المؤدية إلى المخيم، والتي كان يعتمد عليها السكان للحصول على المواد الغذائية بأسعار باهظة عبر التهريب، داعيةً المجتمع الدولي إلى التدخل بشكل عاجل لتوفير المساعدات الإنسانية للمدنيين المحاصرين.
اقرأ أيضاً: لجنة حماية الطفل في ترمانين..جهود متواصلة لتعزيز الوعي
وذكرت وكالة “فرانس برس” أن سكان المخيم باتوا مضطرين لبيع ممتلكاتهم مثل السيارات والعقارات لتأمين تكاليف المعيشة الأساسية، إذ إن الأسعار داخل المخيم تفوق قدرة معظم الأسر على التحمل.
من جانبها، أصدرت “منظمة العفو الدولية” (أمنستي) بياناً دعت فيه الولايات المتحدة والمجتمع الدولي إلى تقديم مساعدات عاجلة لسكان المخيم. وأكدت آية مجذوب، نائبة مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة، أن “الأوضاع داخل المخيم لا تُطاق، حيث يكافح السكان للبقاء على قيد الحياة في ظروف قاسية، لا سيما الأطفال”.
وكانت معاناة سكان المخيم قد تصاعدت مؤخراً عقب وفاة طفل رضيع بسبب نقص المواد الطبية اللازمة لعلاجه. وأكد ماهر العلي، رئيس “مجلس عشائر تدمر والبادية السورية”، أن الطفل تعرض لارتفاع في درجة الحرارة ولم تُفلح محاولات خفضها نتيجة نفاد الأدوية الأساسية.
وفي تقرير لصحيفة “الشرق الأوسط”، نقلت مصادر محلية أن المخيم يشهد نقصاً حاداً في المواد التموينية الرئيسية، مثل الأرز والسكر والبرغل والزيت وحليب الأطفال، بالإضافة إلى اللوازم الصحية، منذ أكثر من أربعين يوماً.