في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها سكان المخيمات في شمال سوريا، يلعب مستوصف تجمع عطاء السكني دورًا حيويًا في تقديم الرعاية الصحية المجانية للمجتمع المحلي والمخيمات المحيطة.
وبفضل موقعه الاستراتيجي ووجود كادر طبي متميز، أصبح المستوصف وجهة رئيسية للمرضى الذين يسعون للحصول على خدمات طبية شاملة ومتنوعة. في هذا التقرير، نستعرض أهم الخدمات التي يقدمها المستوصف، التحديات التي يواجهها، وخططه المستقبلية لتوسيع وتحسين الخدمات المتاحة.
العدد المتوسط للمرضى اليومي وتوزيعهم بين العيادات المختلفة: يقع مستوصف تجمع عطاء السكني في موقع استراتيجي يتوسط مجموعة كبيرة من المخيمات، ما يجعله وجهة رئيسية للمرضى الذين يبحثون عن خدمات طبية مجانية. بفضل توافر خدمات طبية متنوعة وكادر طبي متميز، يستقبل المستوصف يوميًا ما يتراوح بين 300 إلى 350 مريضًا. يتم توزيع المرضى على العيادات المختلفة من قبل منظمي الدور لضمان حصول كل مريض على الرعاية المطلوبة.
أنواع الخدمات الطبية المقدمة: يقدم المستوصف مجموعة واسعة من الخدمات الطبية للمجتمع المحلي والمخيمات المحيطة. تشمل هذه الخدمات:
- عيادة الأطفال التي تعمل يوميًا مع تواجد طبيبين في بعض الأيام لتلبية احتياجات المرضى الأطفال.
- العيادة العامة تعمل يوميًا.
- العيادة البولية تعمل أربعة أيام في الأسبوع.
- خدمة التصوير الشعاعي (إيكو دوبلر) تتوفر يوم السبت.
- العيادة النسائية تعمل يوميًا.
- خدمة المخبر لتحليل الدم والتحاليل الجرثومية والكيميائية.
- صيدلية تقدم الأدوية المجانية للمراجعين.
أكثر الأمراض شيوعًا بين المرضى: تشمل الأمراض الأكثر شيوعًا بين المرضى الذين يزورون المستوصف:
- أمراض الجهاز التنفسي العلوي والسفلي.
- الإسهالات بأنواعها.
- الأمراض الجلدية.
- الالتهابات البولية.
- الأمراض المزمنة مثل الضغط والسكري والربو. تخدم العيادة النسائية علاج الأمراض النسائية وتقديم خدمات تنظيم الأسرة.
ضمان توفر الأدوية والمستلزمات الطبية: تعتمد صيدلية المستوصف على تأمين الأدوية من خلال جمعية عطاء عبر الشراء المباشر أو التبرعات العينية. كما يتم استلام “كيتات” أدوية بشكل منتظم من منظمة الصحة العالمية لضمان توافر المستلزمات الأساسية.
اقرأ أيضاً: الأردن يحبط عملية تهريب مخــ.درات عبر الحدود السورية
أبرز التحديات التي يواجهها المستوصف: يواجه المستوصف عدة تحديات في تقديم خدماته الطبية، منها:
- الزيادة في أعداد المرضى بسبب تنوع الاختصاصات والكفاءة العالية للكادر الطبي.
- ضيق المساحة المتاحة.
- نقص الكادر الطبي مقارنة بالخدمات المقدمة.
- نقص في بعض أنواع الأدوية، خاصة أدوية الأمراض المزمنة وأدوية الأطفال.
- صعوبة في إحالة المرضى إلى مشافٍ أخرى بسبب عدم فعالية نظام الإحالة كما كان في السابق.
أنواع التحاليل المخبرية وضمان دقتها: يوفر المخبر تحاليل جرثومية، كيميائية، دموية، وبعض أنواع التحاليل الهرمونية، مما يغطي احتياجات المرضى المختلفة. يتم ضمان دقة النتائج من خلال اتباع بروتوكولات دقيقة في عملية التحليل.
تأهيل وتدريب الكوادر الطبية: تحرص جمعية عطاء على رفع كفاءة كوادرها من خلال توفير تدريبات متخصصة لكل قسم من أقسام الجمعية. تشمل هذه التدريبات دورات تنشيطية تتوافق مع الأحداث الطبية الطارئة مثل دورات عن أمراض ذات الرئة عند الأطفال والانسداد الرئوي عند الكبار والإسهالات.
متابعة حالات المرضى: تتبع المستوصف خطة علاجية خاصة للأمراض المزمنة. يقوم الطبيب بصرف الأدوية المناسبة وتنظيم أضبارة للمريض تحتوي على الأدوية المصروفة وسجل لمراقبة العلامات الحيوية. يُزوَّد المريض بكرت خاص يميزه عن المراجعين الآخرين ويحدد له زيارات دورية لمتابعة حالته الصحية.
التعاون مع المنظمات الصحية الأخرى: يتعاون المستوصف مع فرق لقاح سوريا لتقديم خدمات اللقاحات الدورية للأطفال، ومع مراكز صحية قريبة لتحويل الحالات التي تتطلب علاجًا غير متوفر في المركز، مثل خدمات الحواضن في مشافي الأطفال والجراحات.
رؤية المستوصف المستقبلية: يخطط المستوصف لتوسيع بناء المركز وإضافة اختصاصات طبية جديدة بما يتوافق مع احتياجات النازحين. كما يعتزم توفير أجهزة أشعة متنوعة، زيادة أنواع التحاليل المخبرية، وتأمين أصناف جديدة من الأدوية النوعية.
ويظل مستوصف تجمع عطاء السكني نموذجًا للخدمة الطبية الإنسانية في ظل الأوضاع الصعبة التي يعاني منها سكان المخيمات في شمال سوريا. ورغم التحديات التي يواجهها المستوصف، فإن الالتزام بتقديم الرعاية الصحية اللازمة للمحتاجين يستمر بدعم من المنظمات الإنسانية والتعاون مع الجهات الصحية الأخرى. مع الخطط الطموحة للتوسع وتحسين الخدمات، يأمل المستوصف في مواصلة دوره الحيوي وتلبية احتياجات المجتمع المحلي والمخيمات المحيطة بشكل أفضل في المستقبل.