في مشهد يعكس صمود الكوادر الطبية أمام واقع صحي هش، قدّمت إدارة مشفى الحولة الوطني بريف حمص الشمالي تقريراً يؤكد إنجاز أكثر من 5,500 خدمة طبية خلال شهر نيسان 2025، شملت مختلف أقسام المشفى رغم التحديات الكبيرة التي يعاني منها القطاع الصحي في المنطقة.
وأوضح الدكتور عبد الكافي بركات، مدير المشفى، أن عدد المراجعين الكلي بلغ 3,192 مريضاً، حيث استقبل قسم الإسعاف وحده 1,428 حالة، في حين توزعت باقي الحالات على العيادات التخصصية، التي شملت العيادة الداخلية بـ267 مراجعاً، والأذنية بـ260، والعظمية بـ424، والنسائية بـ59، والبولية بـ41 مراجعاً.
اقرأ أيضاً: سوريا وقطر تبحثان دعم قطاع الطاقة ومبادرة قطرية لتوفير الغاز…
كما أجري في المشفى 59 فحصاً بجهاز الإيكو، إلى جانب تسجيل 314 مراجعة مخبرية، ما يعكس استمرار تقديم الخدمات الطبية رغم ضعف الإمكانات.
وأكد بركات أن الكوادر الطبية والفنية والإدارية تواصل أداء مهامها بتفانٍ، رغم النقص الحاد في التجهيزات الأساسية، مثل الأدوية، والمواد التشغيلية، وغياب الدعم اللوجستي، مشدداً على أن المشفى يعمل ضمن بنية تحتية محدودة المساحة، ما يقيّد قدرته على استيعاب المرضى في ظل تزايد أعدادهم.
وأشار إلى أن مشفى الحولة الوطني يعمل حالياً كمرفق طبي بديل بعد تدمير المشفى الأساسي نتيجة تحويله سابقاً إلى ثكنة عسكرية خلال سنوات الحرب، كما تعرّض مشفى شام، الذي أُنشئ خلال فترة الحصار، لعمليات نهب طالت معداته وأدويته، ما أدى إلى انهيار شبه كامل للقطاع الصحي المحلي.
ويُضاف إلى ذلك معاناة السكان من انتشار أمراض جلدية، وسوء تغذية لدى الأطفال، وأمراض صدرية وموسمية تتفاقم في الشتاء، دون وجود دعم يُذكر من المنظمات الإنسانية، رغم أن عدد سكان منطقة سهل الحولة يتجاوز 150 ألف نسمة موزعين بين ثلاث مدن رئيسية وعدد من القرى المجاورة.
وأكد مدير المشفى أن بعض العيادات التخصصية، مثل النسائية والعظمية وعيادات الأطفال، لا تزال تقدم خدماتها بشكل تطوعي ومجاني، لكن هذه المبادرات مهددة بالتوقف نتيجة صعوبات التنقل وارتفاع تكاليف المعيشة.
وفي ختام تصريحه، دعا بركات الحكومة السورية الجديدة إلى إعادة الكوادر الطبية التي فُصلت من عملها بسبب مشاركتها في الثورة، وإلى ضرورة الإسراع في إعادة تأهيل المشفى الوطني والمراكز الصحية المحيطة، وتزويدها بما تحتاجه من تجهيزات طبية وأدوية، خاصة تلك الخاصة بالأمراض المزمنة والأطفال، مشدداً على أهمية تفعيل قسم الإسعاف وبدء إجراء العمليات الجراحية لتخفيف العبء عن المرضى.