منشأة تحول النفايات في إدلب إلى أسمدة زراعية وتؤمن فرص عمل للأهالي

غسان دنو

60

تشكل إدارة النفايات المنزلية والصناعية عبئاً كبيراً حتى على أكثر الدول تقدماً، والتي تخصص موارد ضخمة لتحسين إنتاج المواد وتقليل النفايات الناتجة عنها. إلا أن إدارة النفايات تمثل تحدياً من نوع آخر في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية.

تفتقر هذه المناطق إلى مكبات نفايات كافية تغطي احتياجاتها، خصوصاً مع الكثافة السكانية الكبيرة الناجمة عن التهجير القسري، حيث تجمع الملايين في قطاعات سكنية متنوعة أبرزها المخيمات العشوائية والجبلية.

مبادرة رائدة شمال غرب سوريا
لمعالجة هذه المشكلة، أطلقت هيئة الإغاثة الإنسانية (IYD) مبادرة هي الأولى من نوعها على مستوى العمل الإغاثي في شمال غرب سوريا، تمثلت في إنشاء “مركز تدوير النفايات”.

ووفق تصريحات خاصة للهيئة لصحيفة حبر، أُطلقت المبادرة عام 2023 في منطقة جبل كللي بمحافظة إدلب، وبدأ المركز عمله فعلياً عام 2024. وتهدف المبادرة، بحسب الهيئة، إلى: “إعادة تدوير القمامة بعملية تشمل إنتاج أسمدة عضوية وفرز المخلفات الصلبة.”

اقرأ أيضاً: عاصفة مطرية تتسبب بأضرار جسيمة في مخيمات النازحين شمالي حلب

تعد هذه المبادرة الأولى من نوعها في شمال غرب سوريا، وتأتي في إطار جهود الهيئة لإطلاق مبادرات مشابهة تعود بالنفع على سكان المنطقة.

آلية جمع وفرز النفايات
حول آلية العمل، أوضحت المنظمة: “تُجمع القمامة وتنقل إلى المركز في ريف إدلب الشمالي، حيث تُفرز حسب النوع. يتم تخمير المخلفات العضوية لتحويلها إلى سماد عضوي، بينما تُنقل المخلفات الصلبة مثل عبوات البلاستيك والمعادن إلى مكب النفايات المخصص.”

يُوزَّع السماد العضوي المنتج مجاناً على المزارعين المقيمين في مخيمات النزوح، مع إعطاء الأولوية للفئات الأكثر ضعفاً.

تؤكد الهيئة أن المركز يراعي الحفاظ على البيئة، حيث يعمل بعيداً عن التجمعات السكانية، ويساهم في تقليل حجم النفايات الصلبة، الحد من التلوث البيئي، ورفع الوعي المجتمعي حول إدارة النفايات.

توفير فرص عمل ودعم القطاعات الحيوية
يعد هذا المشروع جزءاً من مراحل التعافي المبكر في المناطق المحررة، إذ وفر أكثر من 50 فرصة عمل.

وأوضح المركز الإعلامي في IYD: “نسعى دائماً لاستحداث مشاريع مستدامة تعود بالنفع على المجتمع. نعمل حالياً على تنفيذ عدة مشاريع مشابهة، منها تزويد محطات المياه بمنظومات طاقة كهربائية مستدامة وإعادة تأهيلها لتحسين خدماتها.”

كما أضافت الهيئة: “نعمل أيضاً على دعم منشآت ومراكز حيوية صحية وتعليمية عبر تزويدها بالمعدات اللازمة أو ترميمها لضمان استمرارية عملها.”

استغرق إنشاء وتجهيز مركز تدوير النفايات نحو ستة أشهر، شملت فترة تشغيل تجريبية، ليبدأ بعدها العمل الفعلي في تقديم خدماته للمجتمع المحلي.

 

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط