في إطار الجهود الرامية إلى تعزيز النظام الصحي في سوريا، عقد وزير الصحة السوري الدكتور مصعب العلي سلسلة من الاجتماعات رفيعة المستوى مع مسؤولين من منظمة الصحة العالمية وشركاء دوليين، وذلك على هامش مشاركته في أعمال الدورة الـ78 لـجمعية الصحة العالمية المنعقدة حالياً في جنيف.
لقاءات ثنائية لتعزيز الدعم الفني والاستجابة المستدامة
في مقر الأمم المتحدة بجنيف، اجتمع الدكتور العلي مع وفد من منظمة الصحة العالمية برئاسة الدكتورة حنان بلخي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط. وناقش الطرفان سبل تطوير التعاون الثنائي، مع التركيز على تعزيز الدعم الفني والتقني للقطاع الصحي السوري، بما يسهم في رفع كفاءة الخدمات وضمان استمراريتها في ظل التحديات الحالية.
اقرأ أيضاً: مندوبات المبيعات في الشمال السوري..عمل شاق وأجور زهيدة
وأكد الجانبان أهمية التنسيق المستدام وتطوير قدرات الاستجابة للنظام الصحي الوطني، من خلال برامج دعم فعالة وطويلة الأمد تُراعي الاحتياجات الصحية الطارئة والمزمنة.
دعم دولي مباشر واستثناء من تقليص المساعدات
وفي لقاء ثانٍ مع المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، ناقش وزير الصحة السوري آليات توجيه الدعم الدولي بما يتناسب مع الظروف الاستثنائية في سوريا. وأسفر الاجتماع عن موافقة رسمية من الدكتور تيدروس على استثناء سوريا من أي خفض في الدعم الصحي المقدم عبر البرامج الدولية، في خطوة وصفها العلي بـ”الاستراتيجية”، كونها تضمن استمرارية الخدمات الصحية الأساسية.
ووجّه الوزير دعوة رسمية للمدير العام لزيارة سوريا للاطلاع عن قرب على واقع القطاع الصحي وتفعيل الشراكة الميدانية مع منظمة الصحة العالمية.
تعاون صحي سوري-سوداني في الصناعات الدوائية
كما التقى الدكتور العلي بنظيره السوداني الدكتور هيثم محمد، وبحثا سبل تعزيز التعاون الصحي المشترك، خاصة في مجالات الصناعات الدوائية وتصدير الأدوية السورية إلى السودان. واتفق الوزيران على توسيع آفاق التعاون وتبادل الخبرات بما يدعم الأمن الدوائي في البلدين الشقيقين.
اجتماع مع الصندوق العالمي: تركيز على الإيدز والسل والملاريا
وفي سياق متصل، التقى وزير الصحة السوري وفداً من الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا، برئاسة الدكتورة لين سوسي، حيث جرى بحث آليات توسيع برامج المكافحة وضمان استمراريتها.
وأكد العلي خلال الاجتماع أن النظام الصحي السوري بحاجة إلى تمويل مرن وسريع من الشركاء الدوليين لمواجهة تحديات الأمراض المعدية، مشدداً على أهمية التركيز على الوقاية والكشف المبكر وتوفير التجهيزات الطبية الملائمة.
كلمة سوريا: رفع العقوبات فرصة لتعافي شامل
وفي كلمته أمام الجلسة العامة لجمعية الصحة العالمية، دعا الوزير العلي إلى رفع العقوبات المفروضة على سوريا، واصفاً ذلك بأنه “نقطة تحول جوهرية” تتيح بناء نظام صحي عادل وشامل.
وأوضح أن أكثر من 40% من المستشفيات توقفت عن العمل خلال سنوات الحرب، إضافة إلى هجرة عدد كبير من الكوادر الصحية، ما يستدعي خطة تعافٍ تدريجية أطلقتها الوزارة لإعادة تأهيل أكثر من 200 مرفق صحي خلال 18 شهراً.
وأشار العلي إلى أن استراتيجية وزارة الصحة السورية ترتكز على:
تأهيل الكوادر البشرية وتطوير التعليم الطبي
تعزيز الحوكمة والإدارة الرشيدة للموارد
تحقيق العدالة في الوصول إلى الخدمات
رفع الجاهزية لمواجهة الطوارئ والأوبئة
وشدد على التزام سوريا الكامل باللوائح الصحية الدولية، معتبراً أن التكامل في الأمن الصحي العالمي مسؤولية مشتركة تتطلب تضامناً فعّالاً من جميع الأطراف.
سياق عالمي مشترك
تنعقد الدورة الـ78 لجمعية الصحة العالمية تحت شعار “عالم واحد من أجل الصحة”، بمشاركة ممثلين عن الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية. وتركّز الاجتماعات على قضايا محورية مثل تعزيز التغطية الصحية الشاملة، تحسين بنية الأنظمة الصحية، والاستعداد لمواجهة الأوبئة في ظل تحديات عالمية متصاعدة.