نيران الثورة تحاصر نظام الأسد وتوقعه في حالة تخبط سياسي وعسكري

Smoke rises as a member of the rebels led by the Islamist militant group Hayat Tahrir al-Sham drives on a motorbike in al-Rashideen, Aleppo province, Syria November 29, 2024. REUTERS/Mahmoud Hasano
351

في مشهد يعكس تصاعد الغضب الشعبي والثوري، اندلعت موجة جديدة من العمليات النوعية ضد النظام السوري في محافظة السويداء، بالتزامن مع تصعيد التوترات في درعا واستمرار المعارك الشرسة في الشمال السوري، حيث تتكبد قوات النظام خسائر فادحة.

السويداء تشتعل.. استهداف رموز النظام
شهدت مدينة السويداء سلسلة هجمات طالت مواقع حساسة للنظام، إذ أفادت شبكة “السويداء 24” بأن مسلحين مجهولين استهدفوا فرع “المخابرات الجوية” بقذيفة صاروخية، أعقبها انفجار قرب فرع “حزب البعث” عند المدخل الشمالي للمدينة. ورغم عدم تسجيل خسائر بشرية، إلا أن المهاجمين نجحوا في الإفلات، وسط حالة من الهلع والارتباك في صفوف قوات النظام.

كما سُمع إطلاق نار كثيف في وسط المدينة، وسط تقارير عن استهداف مبنى قيادة الشرطة من قبل مجهولين، ما يعكس تصاعد الرفض الشعبي لسياسات النظام وقمعه المستمر.

درعا.. ثورة تتجدد
وفي درعا، تتعاظم التحركات الميدانية مع تصاعد المظاهرات الشعبية. وأكد الناطق باسم “تجمع أحرار حوران” أن الساعات القادمة قد تكون حاسمة في الجنوب السوري، محذراً من تطورات كبيرة قد تعصف بقبضة النظام في المنطقة. ولفت إلى انسحاب عائلات ضباط النظام من مساكن إزرع والقنية باتجاه دمشق، في مشهد يعكس مخاوف النظام من انهيار مواقعه.

خرجت مظاهرات حاشدة في مناطق متفرقة من درعا، أبرزها في معربة وناحتة وطفس وتل شهاب، طالبت بإسقاط النظام وأعلنت تضامنها مع معركة “ردع العدوان” التي تقودها فصائل الثورة في الشمال.

الشمال السوري.. انتصارات تعيد الأمل
تحت لواء معركة “ردع العدوان”، تواصل فصائل المعارضة تحقيق انتصارات متتالية ضد النظام السوري، حيث سيطرت على عشرات البلدات والقرى في حلب وإدلب، وباتت على مشارف مدينة حماة. هذه الانتصارات، التي جاءت بعد سنوات من القمع والحصار، أعادت الأمل للشعب السوري في التحرر من الاستبداد.

اقرأ أيضاً: “تشديد العقوبات على مخالفات الاتصالات في مناطق الأسد

رسالة الثورة: لا مكان للطغاة
تصاعد الغضب الشعبي في السويداء ودرعا، مع استمرار العمليات العسكرية في الشمال، يوجه رسالة واضحة للنظام السوري وحلفائه: لا مكان للظلم في أرض الشام. أبناء الجنوب والشمال يثبتون أن الثورة مستمرة، وأن جذوتها لم ولن تنطفئ، حتى تتحقق الحرية ويزول الطغيان.

“إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم”، هي عقيدة الثوار الذين يجددون العهد مع الله ثم مع وطنهم، بأن النصر قادم مهما بلغت التضحيات. اليوم، تُكتب فصول جديدة من الثورة السورية، والقادم أعظم.

سياسياً

إيران: اتهامات للولايات المتحدة وتحذير من استغلال الصراع
قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في خطاب أمام مجلس الشورى الإسلامي إن “الجرائم التي تشهدها المنطقة تتم بدعم مباشر من الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية”. وأضاف أن حكومته تسعى لتعزيز علاقاتها مع دول الجوار لتحقيق الاستقرار والسلام.

الأردن: دعوة لحل سياسي
ناقش وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي مع نظيره في حكومة النظام السوري، بسام الصباغ، تطورات الشمال السوري، داعيًا إلى حل سياسي ينهي الأزمة السورية. وأكد الصفدي قلق بلاده إزاء التصعيد وضرورة الحفاظ على سيادة سوريا وأمن مواطنيها.

واشنطن: انتقاد لاعتماد النظام السوري على الدعم الروسي والإيراني
صرح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، شون سافيت، أن اعتماد النظام السوري على روسيا وإيران أدى إلى انهيار دفاعاته شمال غربي سوريا. وأضاف أن الولايات المتحدة تتابع الوضع عن كثب وتجري اتصالات إقليمية للبحث عن حلول.

دمشق: استنفار واتهام تركيا بالتصعيد
أفادت مصادر متابعة في دمشق أن السلطات في حالة استنفار بعد تقدم المعارضة، وسط اتهامات لتركيا بالوقوف وراء الهجوم. واعتبر التلفزيون الرسمي السوري أن ما حدث “خيانة وغدر تركي”، موجهًا انتقادات لروسيا بسبب غياب الدعم العسكري المباشر.

إسرائيل: الحياد ودعم الأكراد
أكد وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر أن بلاده لا تنحاز لأي طرف في الصراع السوري، مشيرًا إلى أهمية حماية مصالح الأكراد في المنطقة.

الإمارات: دعم لمحاربة الإرهاب
بحث رأس النظام بشار الأسد مع الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد التطورات الأخيرة في سوريا. وأكد الشيخ محمد دعم بلاده لاستقرار سوريا ومكافحة الإرهاب، بينما توعد الأسد بالتصدي لكل ما يهدد وحدة أراضيه.

تصريح الأسد

أكد بشار الأسد أن بلاده ستواصل الدفاع عن وحدة أراضيها واستقرارها في مواجهة “الإرهاب وداعميه”، مشددًا على أن الحل الوحيد للتعامل مع الإرهاب هو “لغة القوة”. وفي بيان صادر عن الرئاسة السورية، تعهد الأسد باستخدام كافة الوسائل المتاحة، بالتعاون مع الحلفاء، لدحر المجموعات المسلحة والقضاء عليها.

تحليل عسكري: تعدد القوى الأجنبية في سوريا
يشير الخبراء إلى أن سوريا أصبحت ساحة لتواجد قوات متعددة، بينها الروسية والتركية والأميركية، إلى جانب حزب الله وفصائل إيرانية. ويعد الانسحاب الجزئي لحزب الله وتوتر الأوضاع في لبنان من العوامل التي أثرت على قدرة النظام السوري في التصدي لتقدم المعارضة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط