أجرى وزير الصحة السوري، الدكتور مصعب العلي، زيارة رسمية إلى العاصمة التركية أنقرة، ضمن مساعٍ سورية لتعزيز التعاون الثنائي في المجال الطبي، والاطلاع على الخبرات التركية المتقدمة في مجالات التكنولوجيا الحيوية، التحول الرقمي، وإدارة البنية التحتية الصحية.
جولة ميدانية في مراكز أبحاث ومؤسسات صحية
واستهل الوزير العلي زيارته بجولة في مركز عزيز سنجار للأبحاث التابع لهيئة البحوث الصحية التركية “TÜSEB”، حيث اطّلع على مشاريع تطوير اللقاحات والأدوية الحيوية، ومجالات البحث في علوم الوراثة والتقنيات الحيوية الدقيقة.
كما زار الوزير مركز تدريب الباحثين “BİYAŞAM”، حيث أكد أهمية بناء شراكات معرفية من شأنها دعم قدرات الكوادر السورية وتطوير منظومة البحث الطبي والدوائي في البلاد، ضمن رؤية طويلة الأمد لإعادة بناء النظام الصحي الوطني على أسس علمية.
ورافق الوزير في زيارته كل من:
الدكتور حسين الخطيب، معاون وزير الصحة لشؤون الصحة.
الدكتورة رزان الطربيشي، مديرة الرعاية الصحية الأولية.
الدكتور إبراهيم الحساني، مدير الرقابة الدوائية.
اقرأ أيضاً: واتساب تدخل عالم الإعلانات.. غضب واسع وتخوفات من انتهاك…
زيارة إلى مستشفى بيلكنت وتقدير لتجربة الشراكة الصحية
وفي محطة لافتة من الزيارة، توجّه الوفد السوري إلى مستشفى مدينة بيلكنت الحديثة، أحد أكبر المستشفيات في أوروبا، ويضم أكثر من 3,700 سرير و904 عيادات خارجية. واطّلع الوفد على البنية التحتية المتقدمة في المستشفى، بما في ذلك:
مراكز الأورام وزراعة الأعضاء.
غرف العمليات الذكية.
أنظمة النقل الآلي للعينات.
روبوتات الدعم اللوجستي.
الفندق الطبي.
مهبط الطائرات العمودية وغرف الطوارئ عالية التجهيز.
وأشاد الدكتور العلي بـ”نموذج الشراكة بين القطاعين العام والخاص” في تركيا، معتبراً أن مستشفى بيلكنت يشكّل مرجعاً إقليمياً للسياحة العلاجية بعد حصوله على اعتماد الجودة TÜSEB–TÜSKA عام 2024.
لقاءات رسمية لتعميق التعاون الرقمي والصحي
في إطار زيارته، التقى وزير الصحة السوري بنائب وزير الصحة التركي، الدكتور شويايب بيرينجي، حيث تم استعراض تجربة تركيا في التحول الرقمي الصحي، خصوصاً عبر أنظمة:
السجل الصحي الإلكتروني e-Nabız.
نظام التلي-أشعة.
تطبيق Hayat Eve Sığar للمتابعة الوبائية.
وأعرب الدكتور العلي عن اهتمام سوريا بنقل هذه التجارب التقنية إلى القطاع الصحي الوطني، لتطوير منظومة المعلومات الصحية وبناء قاعدة بيانات متكاملة للمرضى والمراكز الطبية.
اتفاقيات تشغيل وتطوير مستشفيات حيوية في سوريا
وتوّجت الزيارة بتوقيع اتفاقية تعاون صحي مشترك بين الوزير العلي ونظيره التركي الدكتور كمال ميميش أوغلو، تتضمن:
تشغيل مستشفى الأورام في مدينة حلب بسعة 150 سريراً (بينها 25 سرير عناية مشددة)، على أن يُستكمل تجهيزه خلال 180 يوماً.
دعم مستشفى دمر لجراحة القلب في دمشق، وتجهيزه بـ310 أسرّة (منها 68 سرير عناية مركزة)، مع تزويده بأحدث الأجهزة الطبية، وتدريب الكوادر المتخصصة.
نحو نظام صحي متكامل بعد الانهيار
ويأتي هذا التعاون ضمن خطة وطنية تنفذها وزارة الصحة السورية لإعادة تأهيل المرافق الطبية التي تضررت بشدة خلال السنوات الماضية، نتيجة القصف الممنهج الذي شنه النظام البائد، وما رافقه من انهيار إداري وتجهيزي بسبب الفساد والعقوبات المفروضة على مؤسسات الدولة.
وتطمح الوزارة، وفق ما أكده العلي خلال الزيارة، إلى الاستفادة من التجارب الدولية الرائدة لإعادة بناء قطاع صحي متكامل، يلبي احتياجات المواطنين في مرحلة ما بعد الحرب، ويواكب التحديات الصحية المتغيرة.