ياسر الجابر.. شاعر ومعلم يتغلب على المصاعب بمساعدة أبناء المخيم

فادي أبو منذر

0 2٬840

فادي أبو منذر

قصتنا اليوم عن مُعلم عانى وقاسى صعاب النزوح إلا أنه تغلب عليها واستطاع النهوض من رغم كل الصعاب.

المُعلم الشاعر (ياسر الجابر) وُلد في قرية من قرى ريف حلب الشمالي، وانتقل للعيش في مدينة حلب، حيث بدأ دراسته وحياته هناك، حتى وصل المرحلة الثانوية التي درسها في ثانوية (أبو العلاء المعري)، وكان يميل إلى اللغة العربية، فكانت هدفه بعد أن حصل على الشهادة الثانوية وبدأ دراستها عام2002 في جامعة حلب، وبعدها بدأ مرحلةٍ جديدة وهي التدريس في مدارس حلب وريفها بعد أن تخرّج عام 2006.

ثم أنشأ معهدًا لتدريس اللغة العربية في منطقة مساكن هنانو بحلب، ووقتها انطلقت السورية الثورية وبدأت الحملة العسكرية على حلب، وقُصِف منزله هناك، فبدأت مرحلة جديدة في حياة ياسر، حيث إنه في فترة النزوح تنقل بين أغلب قرى ومناطق ريف حلب الشمالي، يقول (الجابر): “كلما نزحنا إلى منطقة أو قرية ومكثنا فيها لا نكمل فيها سوى بضعة أشهر لأن القرية تكون قد قصفت، فنبدأ في البحث عن قرية جديدة آمنة نسبيًا تأويني وعائلتي، وقد تنقَّلت بين (مارع، وفافين، وبابنس) وصولاً إلى تل رفعت، حيث استقريت فيها مايقارب ثلاث سنوات، وبدأت أدرِّس في مدارسها مع رحلة نزوح جديدة بعد الحملة الروسية عليها.”

لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على تلغرام اضغط هنا 

وأضاف (الجابر): “انتهى بنا المطاف في مخيمات الشمال، حيث مخيم السلامة الجديد على الحدود التركية السورية، وبدأت التدريس في المخيمات، إلى أن جاءتني فكرة إنشاء معهد لتدريس اللغة العربية مع بعض الزملاء والزميلات، وحصلنا على بعض الخيم وأعددناها على شكل غُرف لتكون كل غرفة بمنزلة فصل، وبدأنا نستقبل الطلاب في المعهد، واستقطب المعهد الطلاب في المراحل التعليمية الثلاث.“

معهد بإمكانيات متواضعة ودورات متنوعة:

وتحدث الجابر: “على الرغم من أن المعهد قائم على إمكانيات متواضعة جدًا وأجور رمزية خجولة تناسب الأحوال المادية للنازحين مقارنة بالمعاهد الأخرى، حيث إن أجر الدورة للمادة الواحدة شهريًا لا يتجوز 4 دولارات أمريكية، لكن المعهد هو منارة للعلم والمنقطعين عن التعليم في المخيمات، حيث يأتي الطلاب من عدة مخيمات مجاورة، وفي العام الماضي قمنا بدورات مجانية في المعهد مثل دورات التوعية الصحية والإسعافات الأولية تحت عنوان: (في كل بيتٍ طبيب).

اقرأ أيضاً: لنحيا معًا بسلام.. مبادرة للحد من العنف ضد المرأة بالشمال السوري

واستهدفت تلك الدورات التوعوية النساء، وكانت تلك الدورات ضرورية بعد جائحة كورونا الأخيرة على العالم.“

ياسر الجابر والشِّعر:

والشِّعر أيضًا له اهتمام عند ياسر، حيث بدأ بكتابته في المرحلة الثانوية، ولم يترك جابر مآسي النزوح تطغى على موهبته، فبعد أن انتقل إلى المخيمات ألَّف العديد من القصائد من وحي ما يحيط به، فقال في قصيدته (سلامٌ عليكم أهل الخيام):

خيامٌ وشوقٌ وألفُ حنين           نزوحٌ يضجُ بصوت الآنين

ضياعٌ وفقرٌ وبؤسٌ مُقيم           وجوعٌ يصارعُ رب البنين

عذابٌ وقهرٌ بين الضلوع            وقرٌ تمادى على البائسين

سلامٌ عليكم أهل الخيام            سلامُ الله على النازحين

 

وأنهى الجابر كلامه لنا بأمنية العودة إلى دياره سالمًا غانمًا مع أطفاله الذين وُلدوا وترعرعوا بين الخيام والنزوح، الذين يحفظون قصائد أبيهم ويرددونها أيضًا.

بأمنية أخرى هي أن يتم الدعم بأمورٍ مادية ومعنوية، وتأمين القرطاسية لهذا المعهد القائم منذ عدة سنوات على الأجور القليلة من الطلاب.

 

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط