أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن بلاده لن تسمح بتقسيم سوريا مجددًا، مشددًا على أهمية وحدة الأراضي السورية وضرورة تحقيق الاستقرار في المنطقة. جاء ذلك خلال كلمته في برنامج “الإفطار مع السفراء”، الذي عُقد في مركز مؤتمر حزب العدالة والتنمية.
رفض محاولات التقسيم ودعوة للوحدة
قال أردوغان في كلمته: “أكبر أمانينا أن نرى سوريا مستقرة تضم جميع أطياف المجتمع، وسنكون إلى جانبها في كل الأحوال”. وأضاف أن تركيا ترفض أي محاولات لتقسيم سوريا، مؤكدًا أن بلاده لن تقبل بتكرار ما حدث قبل قرن من الزمان. كما شدد على أن تأجيج التوترات بين الأقليات والعرقيات المختلفة لن يؤدي إلى تحقيق الأمن لأي دولة.
وأشار إلى أن الأضرار التي لحقت بسوريا بسبب الحرب المستمرة لا يمكن أن تتحملها دولة واحدة بمفردها، مؤكدًا أن الحل يجب أن يكون شاملًا ومستدامًا، يشمل جميع الأطراف المعنية.
موقف حزب العدالة والتنمية من التنظيمات الكردية
من جانبه، شدد عمر تشيليك، المتحدث الرسمي باسم حزب العدالة والتنمية، على ضرورة حل جميع المنظمات الكردية في سوريا والعراق، استجابةً لدعوة زعيم حزب العمال الكردستاني، عبد الله أوجلان.
اقرأ أيضاً: صالح مسلم: مستعدون لترك السلاح إذا سُمح لنا بالعمل السياسي
وقال تشيليك في مؤتمر صحفي بإسطنبول: “بناءً على الدعوة المعلنة من أوجلان، يجب على جميع المنظمات الإرهابية في سوريا والعراق حل نفسها وترك السلاح”. وأضاف أن تركيا لن تسمح للقوى الاستعمارية باستخدام هذه الجماعات لتهديد أمنها وأمن المنطقة، محذرًا من أن أي تنظيم مسلح سيجد نفسه في مواجهة مع الجمهورية التركية.
وفي وقت لاحق، أكد أردوغان أن تركيا تتابع عن كثب أوضاع الأكراد في سوريا، مشيرًا إلى أن بلاده هي الضامن لأمنهم. لكنه وجه تهديدًا مباشرًا إلى وحدات حماية الشعب الكردية، متهمًا إياها بـ سرقة الموارد الطبيعية في سوريا، قائلاً: “لن تفلت الوحدات الكردية من المصير المؤلم ما لم تحل نفسها وتلقي سلاحها”.
لقاء أردوغان والشرع: نحو شراكة استراتيجية مع سوريا
في تطور لافت، عقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مؤتمرًا صحفيًا مشتركًا مع الرئيس السوري أحمد الشرع، حيث أكدا على ضرورة رفع العلاقات بين البلدين إلى المستوى الاستراتيجي وتعزيز الأمن والاستقرار الاقتصادي في سوريا.
وأعرب أردوغان عن ترحيبه بالرئيس الشرع، مشيرًا إلى أن الشعب السوري عانى طوال 13 عامًا من الظلم والدمار بسبب سياسات نظام الأسد، ما أدى إلى استشهاد عشرات الآلاف من السوريين.
وأكد أردوغان خلال المؤتمر أن تركيا ستواصل دعم سوريا في المرحلة الجديدة، مشددًا على أن العقوبات الغربية المفروضة على سوريا تعيق نهضتها، وأن أنقرة مستعدة لدعم الشعب السوري على مختلف الأصعدة.
كما أعلن أن الفترة المقبلة ستشهد زيادة في الزيارات واللقاءات بين المسؤولين الأتراك والسوريين لتعزيز التعاون المشترك، متمنيًا أن يكون هذا الاجتماع خطوة إيجابية نحو تحقيق التفاهم والاستقرار بين البلدين.