أطفال مخيمات دير حسان متسربون عن المدرسة بنسبة تتجاوز 50%

ريم عنان

0 530

ريم عنان |

شغلت قضية الأطفال المتسربين دراسيًا خلال الأعوام الماضية الرأي العام والمنظمات المحلية ومديريات التربية بحثًا عن حلول مجدية وجذرية لإيقاف تسرب جيل كامل من أبناء المحرر.

وعلى الرغم من الجهود المبذولة لاحتواء ملف المتسربين دراسيًا لا تزال هناك عوائل بأكملها لا تعرف الكتابة ولا القراءة رغم توفر المدارس في معظم أرجاء المحرر ضمن المدن والقرى والمخيمات.

لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على تلغرام اضغط هنا

صحيفة حبر زارت تجمع مخيمات (النهضة، والنايف، والنور) في دير حسان شمال غرب إدلب بعد شكوى وصلتنا من أحد معلمي المدرسة الوحيدة في المخيمات الثلاث عن واقع مرير لتسرب الأطفال من الجنسين.

اقرأ أيضاً: معاذ الخطيب: للمرة الأخيرة..ندعو بشار الأسد لتقديم الاستقالة

السيد (محمد علي) من سكان تلك المخيمات دفعته ظروف الحياة لعدم إرسال أطفال الأربعة إلى المدرسة ليواجهوا خطر العمال المبكرة وكلهم تحت سن العاشرة.

وعن حالة (محمد علي) أبو أحمد تقول والدته الحاجة (ريما) متحدثة عنه لتلعثمه في الكلام ووجود إعاقة في رجليه أيضًا: “أُربّي أولاد أبو أحمد الخمسة بمساعدة والدتهم، وأهتم بهم في هذه الغرفة الطينية بعد أن تهجَّرنا، ولا أملك شيئًا من إمدادات الحياة ولا عمل دائم لنأكل ونشرب، أعيش على إحسان الجيران وأهل الخير ممَّا يجودون به.”

أما ولده عبد اللطيف 9 سنوات فيقص لنا ببضع كلمات حاله مع أخوته قائلاً: “لا أذهب إلى المدرسة رغم أني أحبها، أتجه للعمل في جمع الكرتون المقوَّى والأخشاب لأجلب ما يساعدنا على تشغيل النار للطبخ”.

كما تعيش معهم عائلة أخته التي أخبرتنا ابنتها الكبرى (عفاف) ذات التسع سنوات أنها تريد التعلم لكنها لا تملك ملابس مناسبة، وتساعد عائلة خالها أبو أحمد بجمع الأخشاب والكرتون أيضًا، أما والدتها الأرملة التي تعيش بكنف الجدة أيضًا مع 5 أولاد برفقة عائلة أبو أحمد فهي تتجه للعمل مع زوجة أخيها وابنه أحمد ذي العشرة أعوام في الأراضي الزراعية بما بات يعرف بـ (الفعالة)؛ لتأمين ما يستطيعون من مال لمساندة كلتا العائلتين.

وليس بعيدًا عنهم عائلة (عبد الكريم الحسن النايف) والد لسبعة أطفال من الجنسين، يوجد منهم فقط ثلاثة في المدرسة والبقية خارج أسوارها، ولا يملك عملاً ليطعمهم، ولا فراشًا ينامون عليه حتى يفكر بتدريسهم، كما يقول.

وباستطلاع لعينة من عائلات مخيم (النايف)، وجدنا أنه من أصل 44 طفلًا بسن الدراسة يوجد 25 بسن الدراسة خارج المقاعد الدراسية بنسبة تتجاوز 50%، وكان العامل الأساسي للتسرب ليس عدم وجود مدرسة مناسبة، بل الفقر الشديد نتيجة عدم عمل الأب واعتماده على السلال الإغاثية التي تتأخر أحيانًا لأكثر من شهر حتى تصل إليهم.

فيما كانت مدة الإقامة داخل المخيم لنصف العينة أكثر من ثلاث سنوات بعد أن هجَّرتهم آلة الحرب وشدة القصف الهمجي من قراهم.

وهذه المشكلة عامة في مخيم (النايف) الذي يؤوي قرابة 100 عائلة نصف أطفالها خارج المدرسة، واهتمامهم الأول تقديم ما يستطيعون لذويهم من أشياء قابلة للحرق أو العمل في الأراضي الزراعية ومكبات النفايات لنيل القليل من المال بعد بيع ما يجمعونه من قطع بلاستيكية وألمنيوم وحديد قابل للبيع، بحسب روايات الأهالي الذين التقيناهم في جولتنا.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط