دعت ألمانيا، على لسان منسقها الحكومي لشؤون سوريا توبياس ليندنر، روسيا إلى إغلاق قواعدها العسكرية في سوريا وسحب قواتها، مشددة على ضرورة احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها. تأتي هذه الدعوة في ظل استمرار الجدل حول الدور الروسي في البلاد، خاصة بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد.
“دعم موسكو كان حرباً ضد السوريين”
وفي حديثه لمجلة دير شبيغل، صرّح ليندنر: “روسيا يجب أن تغلق قواعدها العسكرية وتنسحب فوراً”. وأضاف أن التدخل الروسي كان بمثابة حرب ضد الشعب السوري، إذ أسهم في دعم نظام الأسد وقمع المطالب الشعبية. وأكد أن السوريين لا يزالون يحملون ذكريات أليمة عن هذا التدخل الذي فاقم معاناتهم.
تهديدات تتجاوز سوريا
وأشار ليندنر إلى أن التأثيرات السلبية للوجود العسكري الروسي تتجاوز حدود سوريا، حيث تُستخدم القواعد العسكرية لدعم عمليات موسكو في البحر المتوسط وليبيا وأفريقيا. وأكد أن هذا الوجود يشكل تهديداً مباشراً للأمن الأوروبي، داعياً المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف أكثر حزماً تجاه موسكو.
اقرأ أيضاً: باسم ياخور يحاول تجميل ماضيه الموالي ويثير الجدل بتصريحاته…
موقف روسي متشبث بالشراكة الاستراتيجية
في المقابل، أكد مسؤولون روس تمسكهم بالعلاقة الاستراتيجية مع سوريا. وأوضح مبعوث الرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وأفريقيا، ميخائيل بوغدانوف، أن الدعم الروسي لسوريا يهدف إلى تعزيز سيادتها واستقلالها، مذكّراً بالاحتفال العام الماضي بمرور 80 عاماً على العلاقات الثنائية بين البلدين.
من جانبه، صرّح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن التعاون مع الإدارة السورية الجديدة ضروري لضمان الاستقرار في المنطقة، فيما أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الوجود العسكري الروسي في سوريا نجح في منع “إنشاء جيب إرهابي”، مشيراً إلى أن هذا الوجود خدم مصالح المنطقة بأسرها.
تراجع في الحضور الروسي
مع ذلك، كشفت تقارير عن انخفاض ملحوظ في حجم الوجود العسكري الروسي في سوريا خلال الأشهر الأخيرة، حيث أشارت الإدارة السورية الجديدة، بقيادة أحمد الشرع، إلى أن مصير القواعد العسكرية الروسية سيُحسم عبر المفاوضات الجارية.
دعوة لتعزيز السيادة السورية
تأتي الدعوة الألمانية في وقت تتزايد فيه الضغوط الدولية على روسيا لإنهاء وجودها العسكري في سوريا، وسط إشارات متباينة من موسكو بين تأكيد الالتزام بشراكتها مع دمشق ومحاولات التكيف مع التغيرات في المشهد السياسي السوري.
مشهد دولي جديد
تشكل هذه الدعوة الألمانية جزءاً من سياق أوسع لإعادة تشكيل العلاقة بين سوريا والمجتمع الدولي. ويبدو أن الإدارة السورية الجديدة تسعى لتعزيز سيادتها واستقلالها بعيداً عن النفوذ الأجنبي، في وقت تتزايد فيه المطالبات بإنهاء التوترات الإقليمية والدولية التي خلفها الوجود العسكري الروسي.
ختاماً، تفتح هذه التحركات الباب أمام تساؤلات حول مستقبل العلاقات الروسية-السورية وموقع موسكو في المشهد الجديد لسوريا، خاصة في ظل التحديات الأمنية والسياسية التي تواجه البلاد.