في مبادرة شبابية تحمل رسائل الأمل والإصرار، أطلق فريق “إدلبيون التطوعي” حملة جديدة في مدينة اللاذقية تحت عنوان “ألوان الحرية”، بالتعاون مع شباب وشابات المدينة. هذه الحملة التي تهدف إلى إضفاء لمسات فنية على البيئة المحلية، جاءت لتحمل في طياتها أكثر من مجرد تحسين مظهر المدينة؛ إذ جمعت بين العمل الخدمي والرسالة الثورية التي تنبض بالحرية والتغيير.
الهدف: تنظيف الشوارع وتخليد الثورة
تتمثل أهداف الحملة في تنظيف الشوارع، الساحات، المرافق العامة، الحدائق، وتجميل المدينة من خلال أعمال فنية تحمل رسائل الثورة السورية. ولكن الجانب الأبرز في هذه الحملة كان الرسومات الجداريّة التي أضافت طابعًا فنيًا، حيث تم رسم شخصيات ثورية بارزة، مثل شهداء الثورة وقادة الحراك الشعبي، وكتابة عبارات ثورية ووطنية تدل على الروح الثورية ووحدة الشعب السوري على كافة الأصعدة. هذا العمل الذي أطلقه فريق إدلبيون بمشاركة مجموعة من شباب المدينة، لا يعبر فقط عن رغبتهم في تجميل محيطهم، بل يهدف إلى تخليد ذكرى الثورة السورية وأبطالها، وتذكير الأجيال القادمة بأن الحرية تظل حلمًا مشتركًا بين الجميع.
اقرأ أيضاً: ملف المعتقلين السوريين: مأساة مستمرة بعد سقوط نظام الأسد
إحياء الذكريات الثورية وتأكيد على وحدة الشعب
الحملة التي شارك فيها شباب من مختلف الأعمار والخلفيات الاجتماعية، تؤكد على أهمية تلاحم المجتمع السوري في هذه المرحلة المفصلية من تاريخه. فإلى جانب التنظيف وتجميل الأماكن العامة، قامت الحملة بتوثيق الذاكرة الجماعية لشعبنا من خلال الجداريات التي رسمت على جدران المدينة، والتي تمثل شعارات الحرية والوحدة.
وفي هذا السياق، تحدث الأستاذ إبراهيم زيدان، مدير فريق “إدلبيون التطوعي”، في لقاء خاص قائلاً: “الوطن وطننا وسوريا لنا. نحن أولادها شباباً وشابَّات، وعلينا أن نتكاتف يداً بيد لبناء وطننا الحبيب. لا ننتظر الدعم من أحد أو من الدول، لأن وطننا أمانة برقابنا ونحن من سيبنيه ويحميه.” وأضاف: “قمنا بهذه الحملة ليس فقط لتخليد ذكرى الثورة السورية وشخصياتها، بل أيضًا لتأكيد على وحدة الشعب السوري عبر الجداريات التي صممناها. نحن لا ننسى ماضينا، ونرسم معًا مستقبل سوريا التي نطمح إليها.”
دور الشباب في الحفاظ على الإرث الثوري
من جانبها، تحدثت إحدى المشاركات في الحملة، مشيرة إلى أهمية هذه المبادرة في تعزيز الانتماء للوطن وتذكير الجميع بأن الثورة مستمرة: “أتينا لنترك أثراً يراه الجميع، فالوطن لنا ونحن له. هذه الحملة هي واحدة من مئات المبادرات التي انطلقت منذ انتصار الثورة وإسقاط نظام الأسد. نحن مستمرون في عملنا ولن نتوقف عن رسم الحرية.” وأكدت أن الحملة لا تقتصر فقط على العمل التطوعي، بل هي جزء من رؤية أكبر لتعزيز هوية وطنية قائمة على الحرية والوحدة.
رسالة الأمل والتحدي: الثورة مستمرة
تجسد حملة “ألوان الحرية” أكثر من مجرد عمل تطوعي؛ إنها رسالة للأجيال القادمة بأن الثورة السورية ليست مجرد أحداث تاريخية، بل هي حلم مستمر في قلوب كل السوريين. عبر هذه الجداريات والعبارات الثورية، يسعى الشباب السوري إلى التأكيد على أن أبطال الثورة لا يزالون حاضرين في الذاكرة الجماعية، وأن الشعب السوري سيظل موحدًا في سعيه نحو بناء وطن حر ومستقل.
هذه الحملة التي أطلقت في اللاذقية تضاف إلى سلسلة من المبادرات الشبابية التي تعكس التزام السوريين ببناء مستقبلهم بأنفسهم، دون انتظار المساعدة من الخارج. إنها دعوة للمشاركة في بناء وطن يعيش فيه الجميع بحرية وكرامة.