أمانة السوريين تتجدد في تركيا.. حسن الكج يروي تفاصيل إعادته نصف مليون يورو لصاحبها

عبد الحميد حاج محمد

0 719

احتفت وسائل إعلام تركية خلال الساعات الماضية بأحد اللاجئين السوريين المقيمين في تركيا، بعد إعادته مبلغًا ماليًا طائلًا لصاحبه بعد العثور عليه.

احتفت وسائل إعلام تركية خلال الساعات الماضية بأحد اللاجئين السوريين المقيمين في تركيا، بعد إعادته مبلغًا ماليًا طائلًا لصاحبه بعد العثور عليه.

وبحسب ما قالته وسائل إعلام تركية، فإن رجلاً سوري الجنسية، أعاد حقيبة تضم أموالاً تقدر بـ 500 ألف يورو إلى صاحبها، يوم أمس الجمعة، بعد أن عثر عليها بمكان عمله في ولاية مرسين التركية.

صحيفة حبر تواصلت مع العم (حسن إبراهيم الكج) السوري من مدينة عندان بريف حلب الشمالي والمقيم بولاية مرسين التركية، الذي احتفى به الإعلام التركي، لأمانته رغم أوضاعه المادية ولجوئه قبل سنوات إلى تركيا.

وفي تفاصيل الحادثة قال الكج: “كنت أبيع الفاكهة والخضار على بسطة جوالة في السوق عندما جاء شخص يستقل سيارة، ونزل منها وجاء ليشتري مني، وكان برفقته حقيبة، وقدمت سيارة ثانية بعده، إلا أن سيارته كانت تقطع الطريق، فنسي الرجل حقيبته التي كانت معه عندي، ودفع لي سعر الخضار والفواكه التي أخذها وعاد بسرعة إلى سيارته ومشى بها”.

وأضاف أنه “بعد مغادرة صاحب الحقيبة بقليل وجدتُ الحقيبة على البسطة الخاصة بي ولم أقم بفتحها، وكنت سأقوم بتسليمها للشرطة، إلا أنني انتظرت قليلاً لعل صاحب الحقيبة يعود ويأخذها”.

لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على تلغرام اضغط هنا

ويضيف العم حسن أنه بالفعل بعد دقائق عاد الرجل ذاته الذي نسي الحقيبة، وقال لي: إنه نسي هنا حقيبة عندي، فقمت بإعطائه إياها، دون أن أعلم ماذا بداخلها وماذا تحتوي.

وهنا علمت أنها كانت تحتوي على مبلغ مالي كبير من عملة اليورو، وهو يعمل مع شركة طبية في تركيا، وفتح الحقيبة وإذ بها أموال طائلة، ولم يحدد العم قيمة ما تحويه الحقيبة.

وأشار الكج إلى أن الرجل التركي صاحب الحقيبة قام بشكره بشكل كبير جدًا على أمانته وحرصه على الحقيبة، وعدم فتحها ورؤية ما بداخلها، كما توجه بالشكر للاجئين السوريين، ذاكرًا أمانتهم، وأنهم من الشعوب الطيبة التي تتمتع بالأمانة والوفاء.

ونوه العم حسن إلى أن الرجل عرض عليه مبلغًا من المال كهدية مقابل رد الحقيبة إليه دون فتحها، إلا أن العم رفض ذلك، مشيرًا إلى أن إعادة الحقيبة إلى صاحبها هي من الأخلاق التي تربَّى عليها.

من عمل بما علِم أورثه الله عِلمَ ما لم يعلم

ونفى العم ما تداولته وسائل إعلام حول أخذه الحقيبة إلى قسم الشرطة، الذي بدوره أوصلها إلى صاحبها ومالكها، مشيرًا إلى أنه بنفسه أعاد الحقيبة التي تحوي المبلغ لصاحبها بعد عودته إلى بسطته.

وأوضح الكج أن سبب إقامته في تركيا هو تهجيره من قبل نظام الأسد من مدينته عندان بريف حلب الشمالي، حيث قصف للنظام المدينة بشكل مكثف منذ نحو ثلاث سنوات، فاضطر إلى مغادرتها واللجوء إلى تركيا، والعمل على بسطة لبيع الخضروات لتأمين لقمة العيش.

وقال: “منذ إقامتي من نحو ثلاث سنوات في تركيا، لم أرَ خلالها عنصرية من قبل مواطنين أتراك ضد اللاجئين السوريين، وما رأيته أن الأتراك شعب طيب، يوجد هناك بعض السلبيات، لكن بشكل عام الشعب التركي طيب”.

ووجَّه العم حسن عبر صحيفة حبر رسالة للسوريين المقيمين في تركيا أن يحافظوا على الأمانة إذا ما وجودوها، وخصوصًا في بلاد الغربة، كما حثهم على أن يعاملوا الشعب التركي الذي استقبل السوريين كضيوف معاملة حسنة، كي يرفعوا اسم سورية وتبقى صورة السوريين جميلة في أذهان الشعب التركي، فالعمل الجيد يأتي بالسمعة الجيدة.

يذكر أن العديد من السوريين وجدوا أموالاً وذهبًا في تركيا وقاموا بتسليمها للشرطة وإعادتها لأصحابها، ومنها في شهر أيلول الماضي، حيث وجد سوري مبلغ 13 ألف ليرة تركية وقام بتسليمها للشرطة في ولاية إزمير.

حسن الكج

 

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط