“أمل” يضيء مستقبل القطاع الصحي في سوريا

1٬228

في خطوة جديدة لتعزيز الخدمات الصحية في سوريا، اجتمع وزير الصحة السوري الدكتور ماهر الشرع،  مع وفد من مركز الملك سلمان للإغاثة في دمشق، لمناقشة الجهود المستمرة لدعم القطاع الصحي، وتوسيع نطاق برنامج “أمل” الطبي الذي أحدث نقلة نوعية في العمليات الجراحية المتخصصة.

دعم متواصل.. عمليات نوعية وتأهيل طبي

الاجتماع الذي عُقد في قاعة الاجتماعات بوزارة الصحة السورية، بحضور ممثلين عن منظمة الأمين للمساندة الإنسانية، تناول الإنجازات المتحققة ضمن برنامج “أمل”، والذي يشمل تقديم عمليات جراحية متقدمة مثل تبديل المفاصل، زراعة الحلزون للأطفال، وعلاجات الأورام، ضمن رؤية تهدف إلى تمكين الكوادر الطبية السورية وتزويد المستشفيات بالمعدات الحديثة.

اقرأ أيضاً: تدفقٌ بشريٌّ عبر الحدود..معابر سوريا تستقبل مئات الآلاف خلال…

وخلال الاجتماع، أكد الدكتور علي القرني، رئيس وفد مركز الملك سلمان للإغاثة، أن البرنامج لا يقتصر على تقديم العمليات الجراحية فقط، بل يسعى إلى دعم البنية التحتية الطبية في سوريا، من خلال توفير أجهزة متطورة للمستشفيات، وتمكين الكادر المحلي عبر التدريب والتأهيل.

اهتمام خاص بالأطفال.. زراعة الحلزون وعلاج السرطان

بحسب القرني، يولي البرنامج اهتماماً خاصاً بالأطفال، إذ يشمل زراعة الحلزون لـ 46 طفلاً في مستشفى المواساة الجامعي، تم تنفيذ 15 عملية منها بالفعل. كما يتضمن البرنامج علاج 50 طفلاً مصاباً بالسرطان من خلال توفير العلاج الكيميائي لمدة ثلاثة أشهر في مستشفى البيروني، مما يسهم في تخفيف الأعباء عن الأهالي والمستشفيات.

تحديات القطاع الصحي السوري.. نقص المعدات مقابل كفاءات طبية متميزة

خلال حديثه، أشار القرني إلى أن “الكوادر الطبية السورية تتمتع بكفاءة وخبرة عالية، لكن المستشفيات تعاني من نقص المعدات والتجهيزات الضرورية”، مؤكداً أن برنامج “أمل” هو رسالة دعم واضحة للشعب السوري، وأن المشاريع الصحية ستتواصل على مدار العام 2025 بجهود مشتركة بين الجانبين السوري والسعودي.

كما أبدى وزير الصحة السوري ماهر الشرع تقديره للدعم السعودي، مشيراً إلى أن “السوريين لم يتفاجؤوا من لهفة المملكة لمساعدتهم، فهذا نهجها المعهود”، معبّراً عن أمله في أن يكون هذا التعاون بداية لمرحلة جديدة في العلاقات بين البلدين.

جسر إنساني متواصل.. مساعدات سعودية بعد سقوط النظام

منذ سقوط نظام الأسد، كثّفت السعودية دعمها الإغاثي لسوريا، حيث أطلق مركز الملك سلمان جسراً إنسانياً مؤلفاً من 15 طائرة محمّلة بالمساعدات الطبية، إلى جانب 54 شاحنة عبر منفذ جابر الحدودي بين سوريا والأردن، تضمنت مستلزمات طبية متطورة كأجهزة الرنين المغناطيسي، معدات غسيل الكلى، وأدوية حيوية.

هذا الدعم يأتي ضمن التزام المملكة بتخفيف معاناة السوريين خلال المرحلة الانتقالية، واستمرارها في تقديم العون الإنساني والطبي، بما يعزز صمود القطاع الصحي ويعيد الأمل للمرضى والمحتاجين.

ختام اللقاء.. تطلعات لمزيد من التعاون

اختُتم الاجتماع بتأكيد الطرفين على أهمية استمرار التعاون المشترك، حيث دعا وزير الصحة السوري وفد مركز الملك سلمان إلى زيارات مستقبلية لسوريا، آملاً أن تكون بهدف السياحة والاطلاع على التراث السوري، إلى جانب العمل الإنساني.

برنامج “أمل” ليس مجرد مشروع صحي، بل هو بصيص نور في واقع طبي صعب، يؤكد أن العطاء لا يعرف الحدود، وأن الأمل يمكن أن يتحقق حين تتضافر الجهود من أجل الإنسانية.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط