قامت صحيفة حبر باستبيان نشرته بين سكان الشمال السوري لمعرفة الأولويات الأساسية للحياة (الاحتياجات الملحّة)، وقد تمّ بناء مقترحات الاستبيان بالاستناد إلى مقابلات مباشرة مع الناس شملت أكثر من 20 شخصاً من مختلف الطبقات والقطاعات الاجتماعية رجالاً ونساءً وشباب وشابات، وطلاب وطالبات في الجامعات، وبعد إجراء المقابلات ومعرفة الاحتياجات الأساسية قامت صحيفة حبر بنشر هذه المقترحات للجمهور من أجل معرفة ترتيب الأولويات التي يفكّر بها السكان، وقد شملت عينة الاستبيان في المرحلة الثانية حوالي 160 شخصاً، وجاء ترتيب الأولويات على الشكل التالي:
- الأمن، وقوة القضاء، ووجود قوة قادرة على انفاذ القانون على الجميع بدون استثناء بمن فيهم الأفراد التابعين للجهات الأمنية والفصائل
- التعليم – توفير التعليم للجميع بسوية جيدة ودعم رواتب المعلمين بشكل خاص – ودعم التعليم في المخيمات
- رفع يد الأجهزة الأمنية والفصائل عن شؤون المدنيين والمؤسسات المدنية
- ملاحقة المفسدين وتجار المخدرات وشبكات العمل اللاأخلاقي
- الصحة ودعم العلاج المجاني والرعاية الصحية للأمراض الخطيرة والمزمنة، وتوفير الدواء بأسعار رخيصة
- إخراج المعتقلين والكشف عن مصير المفقودين والمغيبين قسرياً
- فرص عمل في القطاعات العامة والخاصة بأجور توفر عيش كريم
- الاهتمام بتوفير الخدمات الأساسية (الكهرباء – مياه الشرب – الخبز) بأسعار رخيصة
- عودة النازحين والمهجرين إلى بيوتهم وقراهم ومدنهم
- تأمين المأوى والمسكن الكريم للفقراء ولسكان المخيمات، والتخلص النهائي من الخيام
تفاصيل أكثر حول الدراسة
في متابعة التفاصيل تمّت ملاحظة أن نسبة الاحتياج إلى الأولويات متقاربة جداً وأن الفروقات التي أعطاها الناس لتفاوت الدرجات بين أولوية وأخرى هو بسيط جداً، واثناء المقابلات أخبرنا العديد من الأشخاص أنه لا يمكن تحديد الأولويات بدّقة لأن جميع الخيارات التي شملها الاستبيان تعتبر مهمّة بدرجة عالية وهي من أساسيات الحياة البسيطة.
لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على واتساب اضغط هنا
لقد شمل الاستبيان بالإضافة إلى الأولويات العشرة السابقة، ستة خيارات أخرى، جاء ترتيبها بعد هذه الأولويات وبنفس الدرجة البسيطة جداً من الفروقات، وأتت كما يلي
- الإدارة الموحدة للشمال السوري والتنظيم وتوفير الأوراق الثبوتية المعترف بها
- توفير تعليم جامعي يكون متاحاً للجميع بأقساط معقولة، وتوفير منح أكثر للطلاب والاهتمام بوصولها لمستحقيها
- توفير الرعاية الاجتماعية للفئات الأشد ضعفاً (الأرامل واليتامى) والتأهيل للأسرة لإيقاف حالات الطلاق المنتشرة بكثرة
- تطوير الخدمات والبنى التحتية والمرافق العامة (حدائق – الطرق – تنظيم السير وقانون المرور – تأهيل السائقين)
- توفير الدعم لبرامج التوعية الاجتماعية والدينية ودعم عمل الدعاة وتأهيلهم
- الاهتمام بالجانب الثقافي وتنظيم عمل المنظمات وبعض الجهات المحلية التي تحاول ممارسة غزو ثقافي يستهدف عادات وتقاليد ومعتقد الشعب السوري
والملاحظ في الاستبيان هو عدم غياب المطالب السياسية، سواء في الأولويات العشرة الأولى التي شملت (المعتقلين والمفقودين) أو في الأولويات الإضافية التي جاء على رأسها ضرورة وجودة إدارة موحدة تنظم الشمال السوري وتؤمن أوراق ثبوتية معترف بها، كما أن الاهتمام بالثقافة والهوية بقي حاضراً بشكل جيد، مما قد يوضح القلق الذي يشعر به عدد كبير من سكان الشمال السوري بسبب استهداف ثقافتهم وهويتهم من قبل بعض المنظمات والجهات الأخرى عن طريق البرامج الاجتماعية الممولة.