قدمت إسرائيل للولايات المتحدة الأمريكية “وثيقة مبادئ” تهدف إلى إنهاء الحرب مع حزب الله، في ظل تصاعد الغارات الإسرائيلية على مواقع الحزب في لبنان.
وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية، اليوم الاثنين 21 تشرين الأول، أن الوثيقة تتضمن بنودًا تسهّل العودة الآمنة للنازحين على جانبي الحدود بين لبنان وإسرائيل.
تفاصيل الوثيقة والمطالب الإسرائيلية
وفقًا لموقع “أكسيوس” الأمريكي، تضمنت الوثيقة مطالب إسرائيلية رئيسية، منها السماح للجيش الإسرائيلي بالمشاركة في “إجراءات فعالة” لضمان عدم قيام حزب الله بإعادة تسليح نفسه أو بناء بنية تحتية عسكرية في المناطق الجنوبية اللبنانية القريبة من الحدود. كما تطالب إسرائيل بتمتع قواتها الجوية بحرية العمل في المجال الجوي اللبناني، وهو ما يتعارض مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 الذي ينص على أن الجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة المؤقتة (يونيفيل) هما المسؤولان عن تنفيذ وقف إطلاق النار.
اقرأ أيضاً: يوتيوب تعلن عن تحديثات جديدة تشمل ميزات مطلوبة للمستخدمين
أشار مسؤولون إسرائيليون إلى أن هذه الوثيقة نتاج مشاورات بين وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، المقرب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزارة الدفاع والجيش الإسرائيلي، حول المبادئ التي ترغب تل أبيب في إدراجها كجزء من أي حل دبلوماسي ينهي النزاع مع حزب الله.
ردود الفعل والتحذيرات
بينما أعرب مسؤول أمريكي لـ”أكسيوس” عن عدم توقعه موافقة لبنان والمجتمع الدولي على هذه الشروط، التي قد تُقوّض بشكل كبير سيادة لبنان، تم إحالة الوثيقة إلى البيت الأبيض قبيل زيارة المبعوث الأمريكي الخاص، آموس هوكشتاين، إلى بيروت. يُتوقع أن تركز زيارة هوكشتاين على تعزيز الحل الدبلوماسي، مما يدل على التنسيق المستمر بين الأطراف المعنية.
تعزيز القوات اللبنانية
يعتزم هوكشتاين خلال زيارته لقاء رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري، لمناقشة المطالب الإسرائيلية. ويُفيد مسؤولون أمريكيون أن هوكشتاين يرغب في نشر حوالي 8000 جندي من الجيش اللبناني في المناطق الحدودية، بالإضافة إلى رفع مستوى تفويض قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (يونيفيل) لمساعدتها في منع أي عناصر مسلحة لا تخضع لسيطرة الحكومة اللبنانية من الانتشار بالقرب من الحدود.
التصعيد العسكري الإسرائيلي
في سياق متصل، استمرت الغارات الجوية الإسرائيلية على لبنان، حيث استهدفت أحدث الغارات الضاحية الجنوبية لبيروت والبقاع. وأفادت وكالة “رويترز” أن الغارات أسفرت عن تدمير مبنى في منطقة الشياح، حيث صرح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، بأن الطائرات الإسرائيلية قصفت مقار ومواقع لحزب الله، بما في ذلك جمعية “القرض الحسن” التي تستخدم لتخزين الأموال.
وأوضح أدرعي أن الجمعية المستهدفة تمول أنشطة حزب الله، بما في ذلك شراء الأسلحة ودفع رواتب عناصره العسكرية، مما يعكس تصعيدًا إضافيًا في المواجهات بين الجانبين.