إسرائيل توسع نفوذها العسكري في جنوب سوريا وتخطط لفرض واقع جديد

32

كشفت تقارير إعلامية إسرائيلية، صباح الأربعاء، عن خطة الجيش الإسرائيلي لإنشاء موقعين عسكريين جديدين على قمة جبل الشيخ المحتل، جنوب غرب سوريا، في خطوة تهدف إلى ترسيخ وجوده العسكري في المنطقة العازلة، وسط ادعاءات أمنية تتعلق بمكافحة تهريب الأسلحة إلى حزب الله.

تعزيز الوجود العسكري الإسرائيلي في جبل الشيخ

وفقًا لما نقلته إذاعة الجيش الإسرائيلي، فإن الاحتلال لن يغادر جبل الشيخ حتى إشعار آخر، بل يعمل على تعزيز مواقعه فيه، حيث تم إنشاء موقعين عسكريين جديدين، أحدهما في موقع قالت الإذاعة إنه كان مهجورًا من قبل القوات السورية.

وأشارت الإذاعة إلى أن قوة تابعة للأمم المتحدة من الجيش النيبالي متواجدة في المنطقة، لكنها لا تتدخل في أي احتكاك مع الجيش الإسرائيلي.

إسرائيل تسعى لإقامة “منظومة دفاعية” جنوب سوريا

من جانبها، ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن إسرائيل تسعى إلى تشكيل واقع جديد في جنوب سوريا من خلال إقامة منظومة دفاعية في ثلاث مناطق رئيسية، وذلك لمنع أي تواجد لقوات سورية أو فصائل مسلحة في المناطق المحتلة.

اقرأ أيضاً: سوريا وفرنسا.. لقاء موسع لبحث دعم القطاع الطبي المتهالك

وأشارت الصحيفة إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس أعلنا عن نية إسرائيل منع أي تواجد لقوات سورية تابعة للإدارة الجديدة في المناطق التي تحتلها إسرائيل، زاعمين أن هناك مواقع عسكرية سورية مهجورة مليئة بالأسلحة التي قد تقع في أيدي المسلحين.

إسرائيل ترسخ احتلالها بثلاث مناطق أمنية

بحسب الصحيفة، فإن المخطط الإسرائيلي يقوم على تقسيم المناطق المحتلة إلى ثلاث نطاقات:

1. المنطقة العازلة: تمتد من قمة جبل الشيخ وحتى مثلث الحدود السورية-الأردنية-الإسرائيلية، وهي المنطقة التي تحتفظ فيها إسرائيل بقواتها بموجب اتفاق فض الاشتباك لعام 1974، وتعتبرها منطقة استراتيجية لمراقبة دمشق والبقاع اللبناني.

2. منطقة الأمن: تتضمن عددًا كبيرًا من القرى السورية التي يتوغل فيها الجيش الإسرائيلي بانتظام بحجة منع اقتراب المسلحين من هضبة الجولان، لكنها أيضًا تمنح إسرائيل ميزة عسكرية للمراقبة وإطلاق النار لمسافات طويلة.

3. منطقة التأثير: تمتد إلى الشرق حتى طريق دمشق-السويداء، ويبلغ عرضها 65 كيلومترًا، وتزعم إسرائيل أن هذه المنطقة كانت منطقة حكم ذاتي خلال الحرب السورية، وتسعى للحفاظ على هذا الوضع مستقبلاً لضمان عدم عودة السيطرة السورية إليها.

 

إسرائيل تعزز ارتباطها بالقرى الدرزية وتوظف عمالًا سوريين

أوضحت الصحيفة أن إسرائيل تسعى إلى تعزيز ارتباطها بالقرى الدرزية جنوب سوريا، إذ تعتبرها جزءًا من التزاماتها تجاه الطائفة الدرزية داخل إسرائيل. كما أعلنت تل أبيب مؤخرًا أنها ستبدأ بجلب مواطنين سوريين من القرى الدرزية للعمل في مستوطنات الجولان المحتل، في خطوة وصفها مراقبون بأنها محاولة لتوسيع نفوذها الاقتصادي في المنطقة المحتلة.

إسرائيل تدفع باتجاه تقسيم سوريا بدعم أمريكي

في سياق أوسع، أشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل لا تخفي رغبتها في تحويل سوريا إلى دولة فيدرالية، مما يعني تقسيم البلاد إلى مناطق حكم ذاتي. وناقش الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مع نتنياهو إمكانية منح إسرائيل نفوذًا أوسع في سوريا. ورغم أن إسرائيل لا تسعى إلى السيطرة المباشرة على سوريا، إلا أنها تعمل على إنشاء واقع جديد يجعل جنوب البلاد منزوع السلاح وخاضعًا لنفوذها.

كما أعربت إسرائيل عن قلقها من نية الولايات المتحدة سحب قواتها من سوريا، وهو ما تخشى تل أبيب أن يؤدي إلى فراغ أمني قد تستغله تركيا أو إيران. وفي هذا الإطار، تحاول إسرائيل إقناع واشنطن بالإبقاء على وجودها العسكري في المنطقة لحماية مصالحها الاستراتيجية.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط