شنت الطائرات الحربية الروسية، يوم أمس الإثنين، غارات جوية مكثفة على مناطق متفرقة في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، إضافة إلى استهداف تلال الكبينة في ريف اللاذقية الشمال.
ووصفت وسائل إعلام النظام هذه الضربات بأنها “تحذيرية”، تهدف لتبيان الموقف الروسي من أي تصعيد محتمل في المنطقة.
وذكرت صحيفة “الوطن” الموالية للنظام أن الغارات الروسية تشكل رسالة واضحة إلى فصائل المعارضة، محذرة من أي هجوم مرتقب، خاصة بعد تداول أنباء عن استعدادات هذه الفصائل لشن عملية عسكرية ضد قوات النظام. ووفقاً للصحيفة، فإن “التصعيد العنيف يهدف إلى إرسال رسائل نارية توضح موقف سلاح الجو الروسي في حال شنّت هيئة تحرير الشام هجوماً على مواقع النظام.”
اقرأ أيضاً: غرفة عمليات “الفتح المبين” تعلن استعدادها لأي تطور عسكري
واستهدفت الغارات الروسية عدة مناطق غربي مدينة إدلب، بالإضافة إلى بلدة بسنقول في ريف إدلب الجنوبي. وخلال ساعة واحدة، نفذت الطائرات الروسية نحو 21 غارة جوية، بالتزامن مع تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع الروسية، وسط تناوب ثلاث طائرات على قصف ريفي إدلب واللاذقية.
ولم تقتصر الغارات على ساعات النهار، حيث جددت الطائرات الروسية قصفها مساءً، مستهدفة قرى الشيخ سنديان والغسانية وكندة ومرعند في ريف جسر الشغور الغربي.
تأتي هذه الغارات في ظل حديث متزايد في الشمال السوري عن تحضيرات فصائل المعارضة لشن هجوم عسكري على قوات النظام، مدفوعة بالتطورات الإقليمية الأخيرة والخسائر التي لحقت بجماعة “حزب الله” في لبنان. وفي المقابل، أرسلت قوات النظام تعزيزات عسكرية إلى محاور الشمال السوري استعداداً لأي مواجهة محتملة.
وفي هذا السياق، أشار عدد من المحللين السياسيين والعسكريين، في تصريحات لتلفزيون سوريا، إلى أن الأجواء السياسية الحالية لا تبدو مهيأة لاندلاع معركة شاملة، مؤكدين أن مثل هذه العملية تحتاج إلى ترتيبات عسكرية وتفاهمات دولية وإقليمية.
على الرغم من هذه التكهنات، أكدت مصادر من الجناح العسكري لـ”هيئة تحرير الشام” و”الجبهة الوطنية للتحرير” عدم وجود معركة وشيكة ضد قوات النظام في المدى المنظور.