إقبال متزايد على إنشاء المحتوى الترفيهي في المناطق المحررة

عبد الحميد حاج محمد

0 2٬175

توجَّه العديد من الشباب والإعلاميين مؤخرًا في المناطق المحررة إلى تقديم المحتوى الترفيهي المنوع، وذلك في برامج يبثها الشباب والناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وتختلف نوعية البرامج والمواضيع التي ينقلها الشبان والناشطون، بين المحتوى الترفيهي الهادف، والمحتوى الترفيهي الذي يقتصر على رسم الابتسامة فقط على شفاه المتابعين.

في محافظة إدلب بدأ الشاب (محي الدين حمادة) ببث محتواه الترفيهي قبل فترة قريبة على مواقع التواصل الاجتماعي، وحصد مشاهدات قياسية في فترة قصيرة، ما يعني أنه لاقى استحسان المتابعين في المناطق المحررة.

يخبرنا (حمادة) أن فكرته بدأت في إدلب، وأطلق اسم “فاصل منشط” على برنامجه الذي يعمل عليه قائلا: “من اسمه تعرف ما الهدف منه، وهو رسم الابتسامة على وجه الناس بظل الحرب يعني بمنزلة فاصل ترفيهي يروِّح عن أنفسهم في ظل الوضع الصعب اليوم.”

ومن خلال المتابع لبرنامج “فاصل منشط” يرى أن البرنامج يحمل صبغة ثورية تفتقدها العديد من البرامج الترفيهية، حيث يطرح مقدمهُ (محي الدين) عدة أسئلة منشطة تتعلق بالثورة وهو ما ميزه عن غيره من مقدمي المحتوى.

 

يقول (محي الدين): “أحببت أن يكون البرنامج هادفًا عبر طرح العديد من الأسئلة الثورية والثقافية ضمن أسئلة المسابقات التي أُجريها، باختصار أن يكون لدينا محتوى ترفيهي وهادف بعد انتشار المحتوى التافه على مواقع التواصل الاجتماعي.

(محمد نور شلاش) طالب جامعي مُهجَّر من ريف حلب، هو الآخر يسعى لتقديم محتوى ترفيهي خاص به عبر منصات التواصل الاجتماعي في منطقة ريف حلب الشمالي، وبدأ ببث محتواه قبل فترة قريبة أيضًا.

يقول (شلاش): ” نحن فريق نعمل على هذا المحتوى لنضيف شيئًا جديدًا لشوارع المحرر، واخترنا عدة مواضيع منها ترفيهية بسبب الملل الحاصل من الوضع الذي يعيشه أهالي المناطق المحررة.”

وبحسب ما أخبرنا به (شلاش) فإن هدفه هو زرع الابتسامة ولو كانت مؤقتة، والأمر الآخر هو نقل صورة الوضع الداخلي في المناطق المحررة إلى الخارج وتعريفهم بالشعب الذي يتحدى كافة الظروف.

اعتمد الشاب (شلاش) في برنامجه “شوارع المحرر” على المادة الترفيهية فقط، فلم يقدم في مواده أي هدف سوى رسم الضحكة على جمهوره، وهو ما فُسِّر بأن هذا المحتوى قادر على جذب الجمهور كونه بعيد عن المحتوى التقليدي واهتمام الشباب بالمحتوى القصير الترفيهي.

وعن سبب اختيار هذا المنحى من المحتوى يقول (حمادة): “إن اليوم في المحرر يوجد كتير من المنابر والإعلاميين مهتمين بعدة أمور كالسياسية والإنسانية وإعدادهم بزيادة، وأنه رأى هذا اللون يفتقد له إعلامنا في المحرر، ويجب علينا مواكبة التطور الإعلامي على مستوى الوطن العربي كونه وجدت من خلال متابعتي نجاح هكذا برامج خارجيًا، وما دفعني إلى الاستمرار هو تشجيع عدد كبير من المتابعين وصناع المحتوى والإعلاميين.

ويسعى (محمد نور شلاش) لأن يكون برنامجه “شوارع المحرر” منصة تفاعلية تطرح وتناقش مواضيع عديدة في المناطق المحررة أهمها الاجتماعية والثقافية، إلى أن تغطيته اليوم مقتصرة على مدينة (أعزاز) بسبب ضمها لعدة جامعات تسهل عليه من إنتاج برنامجه.

وتطرق العديد للحديث حول أن حكومة الإنقاذ هي من تسعى لإبراز المحتوى الترفيهي في منطقة إدلب، وذلك وفق تقديم التسهيلات لمنشئي المحتوى الترفيهي، وهو ما نفاه (حمادة) الذي يصور محتواه في إدلب، مؤكدًا أنه قبل عدة أيام تم إيقافه من قبل الأمنية أثناء تصويره.

يذكر أن صناعة المحتوى وخصوصًا الفيديو أصبحت هدفًا للكثير من الشباب اليوم، نتيجة كثرة المتابعين لذلك المحتوى على مواقع التواصل الاجتماعي، وسهولة إنشاء المحتوى في عصرنا الحالي وبثِّه عبر مختلف الوسائل ووصوله إلى شرائح المجتمع.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط