غسان الجمعة
انضمت الدول الصناعية السبع بما فيها الولايات المتحدة إلى جانب إسرائيل في توجيه الاتهام لإيران باستهدافها ناقلة النفط (إم تي ميرسر ستريت) المملوكة لرجل أعمال إسرائيلي في بحر العرب، وعلى الرغم من أن تصريحات وزير الخارجية الأمريكية (بلينكن) كانت واضحة بوجود رد على إيران وصفه (بالوشيك) والجماعي، إلا أن طهران تعهدت بالرد على أي مغامرة ضدها مع إنكارها للاتهامات الموجهة ضدها.
طهران التي تدير حربًا خفية مع إسرائيل بالمنطقة ليست المرة الأولى التي تستهدف فيها المصالح الإسرائيلية، كما أن إسرائيل لا تخفي عملياتها ضد إيران في المنطقة، إلا أن الإسرائيليين في هذه المرة يحاولون أن يكون الرد جماعيًا على طهران، لا سيما أن حالة التململ من سياسات إيران غدت مساعدة في حشد هذه القوة لأسباب لا تتعلق بالمخاوف الإسرائيلية التي لم تعد تهم بعض الدول، بل هناك ما هو أهم وأكبر على الساحة الدولية وللإيرانيين يد فيه.
المسألة الأهم تتمثل في تهديد إيران المتكرر لخطوط الملاحة البحرية واستهدافها لشحنات النفط، في تلميح واضح لانزعاجها من العقوبات الأمريكية على أهم قطاعاتها الاقتصادية، وهذه السياسة تشكل تحديًا كبيرًا للنظام الرأسمالي الغربي القائم على الأسواق المفتوحة وحرية الإمدادات والعرض والطلب، وهذه الأفعال قد تسبب لبعض الدول مستقبلاً مشكلات اقتصادية وعلى رأسها الولايات المتحدة التي تعدُّ نفسها المظلة التي تحمي خطوط التجارة الدولية وشحنات الطاقة.
من جهة أخرى تعتمد طهران في هجماتها حسب التحقيقات على استخدام طائرات الدرونز التي تطورت صناعتها على يد الإيرانيين بشكل لافت، وهو ما يشكل تهديدًا لوجود القوات الأجنبية في مناطق التماس مع الميلشيات الإيرانية في العراق وسورية وإسرائيل ودول الخليج، هذا بالإضافة إلى تطور قدراتها في الهجمات السيبرانية.
لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على تلغرام اضغط هنا
كما أن إيران اليوم لها دور مهم في العديد من ملفات الشرق الأوسط ومنها سورية والعراق ولبنان واليمن، وهذه الدول شكلت أزماتها ارتدادات أثَّرت في باقي الدول وخصوصًا الأوربية وعلى رأسها مشكلة اللاجئين، وتساوم اليوم طهران في ملفاتها على أوراق نفوذها في الشرق الأوسط.
فهي تعرقل تشكيل الحكومة اللبنانية عبر حلفائها، وتدعم الحوثيين في مواجهة الشرعية اليمنية، وتمسك بالقرار العراقي، وتعطل الحلول السياسية في الملف السوري.
اقرأ أيضاً: صحيفة حبر تحاور السيد سالم المسلط رئيس الائتلاف الوطني
إضافة إلى ذلك تنشط في كل من سورية ولبنان وعبر خلايا حزب الله عملية إنتاج المخدرات والحشيش وتصديره للخارج، وقد اتهمت عدة تقارير دولية النظام السوري وحزب الله المدعوم من إيران بذلك، حيث تمتد إمبراطوريات التهريب من أمريكا اللاتينية إلى الشرق الأوسط.
هذه الأسباب وغيرها قد تدفع بعض الدول للمشاركة في حفلة تهذيب إيران على الرغم من أن كل المؤشرات تتحدث عن عملية حفظ لماء الوجه كون أن بعض الدول الأوربية تسعى لإعادة الاتفاق النووي بين الأمريكيين والإيرانيين لنصابه السابق كما كان قبل تمزيقه من قبل ترامب.