عبد الحميد حاج محمد
أصدرت وزارتا التربية في كل من حكومتي (المؤقتة، والإنقاذ) أول أمس الخميس نتائج امتحانات الشهادة الثانوية بجميع فروعها في المناطق المحررة، وذلك بعد مضي أكثر من شهر على انتهاء الامتحانات.
وحصلت طالبة واحدة فقط على المجموع التام في الفرع العلمي (240/240)، في مديرية تربية حلب، وذلك في امتحانات العام الدراسي 2021 الذي وصفها البعض بالتعجيزية.
أُهدي تفوقي لوالدتي العظيمة ووالدي الشهيد وإخوتي، ولكل أساتذتي الأفاضل ولمدينتي دارة عزة.
صحيفة حبر التقت الطالبة الحاصلة على المرتبة الأولى (آلاء محمد عدنان شهيد) من أبناء مدينة دارة عزة بريف حلب الغربي، وذلك للحديث معها حول تفوقها وحصدها المرتبة الأولى على المناطق المحررة.
تحدثنا آلاء بداية عن الصعوبات بقولها: “بالنسبة إلى الصعوبات ولله الحمد اجتزتها وبمجملها، فمثلاً بعد الأماكن التي كنا نستقي منها العلم عن منزلنا كوننا في مدينة دارة عزة لا يوجد لدينا معاهد تضم كافة المواد، إنما كل مدرس يعطي مادته في مكان، إضافة إلى عدم توافق مواعيد جلسات الدروس المختلفة مع بعضها، الأمر الذي ضاعف من التعب والإرهاق وهدر الوقت”.
لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على تلغرام اضغط هنا
وتضيف أن عائلتها هي الداعم الأول والأساسي لها، مشيرة أنها تنتمي لعائلة محبة للعلم، وجميع أشقائها يتابعون تحصيلهم الدراسي في جامعات المناطق المحررة، وذلك بعد انقطاعهم عن التعليم إثر اندلاع الثورة السورية.
“وراء كل فتاة طموحة متفوقة أم عظيمة ربَّت وتعبت، فها هي أمي في أيام دراستي تردد مرارًا وتكرارًا (صغيرتي أنت ترسمين خطوط مستقبلك على ورقة امتحانك فانظري لما ترسمين)
وتنوه إلى أن والدتها دعمتها كثيرًا، وتحملت أعباء غياب والدها الشهيد المهندس (محمد عدنان شهيد)، كما تحملت أعباء التربية والإرشاد والدعم المعنوي.
“شعور لا تستطيع الكلمات إنصافه أو التعبير عنه” بهذه الكلمات وصفت آلاء شعورها عند صدور نتيجتها وحصولها على المركز الأول متفردة بذلك.
حاصلة على المجموع التام في الشهادة الإعدادية:
وتقول آلاء: إنها كانت متأهبة نفسيًا لهذا التفوق، كونها قد حصلت على المجموع الكامل في مرحلة التعليم الأساسي 280/280، ما يعني أنها لم تدهش للمرة الأولى في حياتها هي وعائلتها.
وتتابع: “لطالما أنا وأخوتي قد زففنا لوالدتي التوفق تلو التفوق، ولم تكن هذه الفرحة هي الأولى في حياتي ولا في حياة عائلتي، فنحن عائلة مسار حياتها هو التفوق.”
اقرأ أيضاً: مسؤول روسي: أوجدنا حلاً وسطياً مع أمريكا في سورية
عالمة فيزياء تيمنًا بأشقائها:
تشير آلاء إلى أن حلمها المستقبلي أن تصبح عالمة فيزياء، بعد الانتهاء من دراسة الطب البشري تيمنًا بأشقائها (الطبيب عمر، الصيدلاني أحمد، الطبيب نور الدين).
كنت متأهبة نفسيًا لهذا التفوق، لأنني حصلت على المجموع الكامل في مرحلة التعليم الأساسي 280/280
وحمدت الله الذي هيّأ لها الأسباب للوصول إلى هذا التفوق والدنو من هدفها، تقول آلاء: “من الأسباب أذكر وجود عائلة محبة حانية كعائلتي، وأساتذتي الأفاضل المتميزين الذين كانوا عناصر فعَّالة في درب مسيرتي، والأهم شغفي المتجدد للعلم”.
ابنة شهيد:
آلاء شهيد ابنة الشهيد المهندس (محمد عدنان شهيد)، والمعلمة (أسماء عبد اللطيف) ووحيدة عائلتها كونها فتاة، وهي الأصغر بين أشقائها، وقد هجرت مع عائلتها من مدينة حلب في العام 2016، لتكمل المرحلة الإعدادية في مدارس مدينة دارة عزة وكذلك المرحلة الثانوية، التي حصدت فيها تفوقًا كبيرًا.
وتختم متوفقتنا حديثها بقولها: “وراء كل فتاة طموحة متفوقة أم عظيمة ربَّت وتعبت، فها هي أمي في أيام دراستي تردد مرارًا وتكرارًا (صغيرتي أنت ترسمين خطوط مستقبلك على ورقة امتحانك فانظري لما ترسمين).
أُهدي تفوقي لوالدتي العظيمة ووالدي الشهيد وإخوتي، ولكل أساتذتي الأفاضل ولمدينتي دارة عزة.
يذكر أن نسبة النجاح بلغت في الفرع العلمي 50.92% ورسوب (3485) طالب، ونجاح (3616) طالب، وفي الفرع الأدبي بلغت نسبة النجاح 33.93% ورسوب (3226) طالب، ونجاح (1657) طالب.