ارتفاع درجات الحرارة في الشمال السوري يحوّل البطاريات المنزلية إلى قنابل موقوتة

فادي أبو منذر

0 555

 

شكلت البطاريات الكهربائية في الفترة الأخيرة خطرًا على حياة سكان الشمال السوري عمومًا وقاطني المخيمات خصوصًا، حيث إن الأهالي يعتمدون بالدرجة الأولى على هذه التقنية لتعويض جزء من فقدان التيار الكهربائي بعد سنوات الحرب التي دمرت البنية التحتية في البلاد.

العم أبو عبدو 80 عامًا نازح من جبل الأكراد بريف اللاذقية يقول: إنه وعائلته يتعاملون بحذر مع تلك البطاريات في خيمهم بعد انتشار الحرائق التي تسببت تلك البطاريات بمعظمها.” وأضاف: “لا يمكننا الاستغناء عن هذه البطاريات خصوصًا أنه لم يتوفر بدليها حتى الآن.”

وتحدث لـ حبر (محمد أبو الفضل) صاحب محل لبيع البطاريات والألواح الشمسية قائلاً: “إن هذه البطاريات لها استيعاب محدد من استقبال التيار الكهربائي عند شحنها من الألواح الشمسية وخاصة عندما تكون الأغطية الموجودة على سطح البطارية مغلقة بشكل كامل بالتزامن مع شحنها وارتفاع درجة حرارة الخيمة أو الغرفة فإنه يسبب انفجار بسبب الضغط الكهربائي والحرارة على البطارية.

وأضاف سببًا ثانيًا: “لهذه البطاريات رأسين أحدهما سالب والآخر موجب، فإذا التمس الرأسين بعضهما سيحدث تماس كهربائي أو (شرارة)، مما يؤدي إلى اشتعال نار ومن ثم انفجار؛ لأن هذه البطاريات تحتوي على غاز شبيه بالغاز المنزلي، وهو سريع الاشتعال والاحتراق، مما يعني أنه عندما نريد استخدام البطارية يجب استخدام قماش رطب ووضعه على رأس البطارية للفصل بين ذلك الغاز ورؤوس البطارية.”

 

اقرأ أيضاً: الباب عطشى.. حملة للمطالبة بتوفير المياه لأكثر من 300 ألف نسمة

وزودنا (أبو الفضل) بنصائح مهمة حيث قال: “يجب على أي مُشترٍ لتلك البطارية التأكد من الفتحات الموجودة على سطح البطارية التي تساعد على تخفيف الضغط على البطارية عند شحنها.

ويجب علينا أن نزود البطارية والألواح الشمسية بقاطع يمنع تدفق الشحن أو التيار الكهربائي تلقائيًا إلى البطارية عند امتلائها، حيث إن أشعة الشمس العالية تؤدي إلى امتلاء البطارية بسرعة فيبدأ ضغط التيار الكهربائي عليها.

لذا يجب عدم وضع أي شي قابل للاحتراق بالقرب من البطارية عند شحنها أو في وقت النهار تحسبًا من تماس قد يؤدي إلى انفجار، وبالتالي احتراق الخيمة أو المنزل بالكامل. “

ومنذ بداية فصل الصيف سُجلت عشرات الحالات أغلبها لخيام احترقت نتيجة انفجار لتلك البطاريات بسبب ارتفاع درجات الحرارة، فضلاً عن تلك الخيام القابلة للاشتعال وقرب المخيمات من بعضها البعض.

لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على تلغرام اضغط هنا 

كما توفي أحد لاعبي دوريات الشمال لكرة القدم (أحمد كوسا) وطفلته جراء انفجار بطارية في خيمته يوم 4 يونيو / حزيران الشهر الماضي، حيث توفت طفلته على الفور، ونُقل الشاب إلى العناية المشددة، سرعان ما لقى مصيره متأثرًا بحروق خطيرة قد أصيب بها.

وتُسبب تلك البطاريات أضرارًا للجسم إذا كان مواجهًا لها عند لحظة الانفجار، حيث تتكون من عدة أنواع من المعادن مثل البلاستيك وغيره، وتحوي في داخلها على سائل الأسيد الحارق الذي يسبب حروقًا خطيرة من الدرجة الأولى إذا أصابت الجسد.

 

ودخلت سورية والبلاد المجاورة لها موجة حرّ منذ عدة أيام لتصل درجة الحرارة إلى 40 ْ مئوية في بعض المناطق، مما يزيد فرصة ارتفاع حصيلة الحرائق والأضرار التي تخلفها.

 

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط