مع اقتراب فصل الشتاء، تتزايد التحديات التي تواجه سكان مخيم حزرة في شمال سوريا، حيث يعاني المخيم من نقص حاد في الخدمات والإمدادات الأساسية، مما يزيد من صعوبة الظروف المعيشية.
ولتسليط الضوء على الوضع في المخيم، كان لنا هذا اللقاء مع الأستاذ فضل عطية الحسين، مدير المخيم، الذي أوضح لنا الصعوبات التي تواجههم والإجراءات المتاحة لمواجهتها.
- كيف تتعاملون مع التحديات التي يفرضها فصل الشتاء على المخيم وسكانه؟
يقول الأستاذ فضل: “بصعوبة بالغة. نحن في مواجهة قاسية مع فصل الشتاء، حيث تتطلب الظروف الجوية الصعبة تجهيزات وإمدادات نفتقر إليها كليًا.” - ما هي الإجراءات التي تم اتخاذها لتوفير وسائل التدفئة والوقاية من البرد في هذا الشتاء؟
أجاب الحسين بحزن: “لا توجد أي تدابير. نعتمد فقط على ما يستطيع السكان تأمينه بأنفسهم من وسائل التدفئة المتواضعة.” - هل هناك برامج لدعم العائلات في المخيم لمواجهة التكاليف الإضافية التي يفرضها الشتاء، مثل الوقود أو الملابس الشتوية؟
وأضاف الحسين: “للأسف، لم تتكفل أي منظمة أو جهة بتوفير مستلزمات الشتاء، الأمر الذي يجعل الوضع أكثر صعوبة.” - ما هي أبرز الصعوبات التي تواجهونها في توفير الاحتياجات الشتوية للسكان؟
يشير الحسين إلى أن أبرز الصعوبات تتمثل في “نقص الوقود والحطب، بالإضافة إلى تهالك الخيام التي لم تعد قادرة على تحمل الأحوال الجوية القاسية.” - هل هناك استعدادات خاصة لتجهيز الخيام لمواجهة الأمطار الغزيرة والفيضانات؟
أجاب الحسين بأسف: “للأسف، لا توجد أي تدابير خاصة حتى الآن لمواجهة الفيضانات. نسأل الله أن يلطف بنا في هذه الظروف.” - كيف يتم التنسيق مع المنظمات الإنسانية لتلبية احتياجات المخيم خلال هذا الفصل؟
يؤكد الحسين: “نقوم بتوجيه مناشدات عبر وسائل التواصل الاجتماعي على أمل أن تستجيب المنظمات الإنسانية وتقدم الدعم اللازم.” - ما هي خطط الطوارئ المتبعة في حال حدوث كوارث طبيعية، مثل الأمطار الغزيرة أو العواصف الثلجية؟
أوضح الحسين: “عند الحاجة، نتواصل مع فرق الدفاع المدني التي تكون على استعداد لمساعدتنا، ولكن يبقى الدعم محدودًا مقارنة بالحاجة الفعلية.” - هل يتم تقديم دعم نفسي واجتماعي للسكان لمساعدتهم على التكيف مع ظروف الشتاء الصعبة؟
وأضاف بأسى: “لا توجد برامج للدعم النفسي أو الاجتماعي في المخيم، وهذا يجعل التكيف مع الأوضاع أكثر صعوبة على العائلات.” - ما هي رسالتكم للجهات الداعمة والمنظمات الإنسانية حول احتياجات المخيم هذا الشتاء؟
وجه الحسين رسالة عاجلة إلى الجهات الداعمة قائلاً: “نتمنى توفير الحطب ووسائل التدفئة والخيام المقاومة للعوامل الجوية، لعلها تخفف من معاناة السكان خلال هذا الفصل القاسي.” - كيف يتجاوب سكان المخيم مع جهودكم، وهل هناك دعم وتعاون منهم في الحفاظ على السلامة العامة؟
اختتم الحسين بقوله: “نعم، سكان المخيم يتجاوبون معنا ويساعدون قدر استطاعتهم لتحسين ظروف المعيشة، فهم يدركون أهمية التعاون للحفاظ على السلامة العامة رغم محدودية الموارد.”
الوضع العام في شمال غرب سوريا
في الوقت نفسه، يشير فريق “منسقو استجابة سوريا” إلى تزايد الاحتياجات الإنسانية بشكل كبير في شمال غرب سوريا، حيث تضاعف عدد المحتاجين للمساعدات الإنسانية.
اقرأ ايضاً: جاموس: أوروبا ترفض التطبيع مع نظام الأسد حتى تحقيق تقدم…
وأكد الفريق على أهمية التعاون بين المنظمات الإنسانية لإصلاح الأضرار السابقة، بما في ذلك شبكات الصرف الصحي والمطري، وتوفير العوازل الضرورية لمنع دخول مياه الأمطار إلى داخل الخيام.
كما أجرى الفريق استبيانًا حول احتياجات النازحين في المخيمات، شمل أكثر من 67,494 نازحاً، مع التركيز على تأمين مواد التدفئة، ومعدات إطفاء الحرائق، وزيادة كميات المياه، واستبدال الخيام التالفة.
دعوة للتدخل العاجل
تتطلب الأوضاع في المخيمات تدخلاً عاجلاً لتلبية احتياجات سكانها، حيث ناشد فريق “منسقو استجابة سوريا” الجهات المانحة للاستجابة السريعة لتوفير الاحتياجات الأساسية، ودعا إلى الالتزام بكافة التعهدات المقدمة خلال مؤتمرات المانحين.
ويبقى الأمل معقودًا على أن تصل رسائلهم إلى منظمات الإغاثة، لتقديم يد العون وتخفيف وطأة الشتاء عن الأسر المتضررة في مخيم حزرة.