الآبار الارتوازية في سهل الروج بديل المزارعين عن محطات ضخ المياه

 نضال الحمود

0 1٬612

 

 

منذ أن جفت مياه (سد البالعة) وتوقف مشروع (عين الزرقة) الذي كان يغذي قرابة 50 ألف دونم، لجأ مزارعو إدلب في ريفها الغربي بمنطقة سهل الروج إلى إيجاد حلول بديلة بهدف إنقاذ أراضيهم من الجفاف الذي بات يهدد محاصيلهم الزراعية، وكانت الآبار الارتوازية المنقذ والملاذ الوحيد للمزارعين، حيث شكلت بديلًا مؤقتًا لمشكلة سقاية الأراضي الزراعية، وتأمين مياه للشرب كونها مياه عذبة.

 

(حسن العيسى) من منطقة سهل الروج قرية (حلول) مزارع يتحدث لصحيفة حبر عن معاناته في ري محصوله الزراعي بقوله: “في بداية الحرب ومع توقف مشروع عين الزرقة وتوقف ضخه لسد البالعة الذي كان يغذي المنطقة بدوره ويضخ للسواقي وخطوط الري، تضررت زراعتي بسبب توقف خدمات هذه المشاريع، لكن كون مهنة الزراعة هي مهنتنا وعملنا ولا نجيد استخدام مهنة أخرى، اضطررنا إلى وسيلة حفر الآبار الارتوازية على نفقتنا الخاصة رغم كلفتها الباهظة الثمن، ولاستخراج المياه يجب أن يكون هنالك موتور يعمل على المازوت، ولم يصب هذا الأمر في مصلحتنا بسبب غلاء مادة المازوت، ففي كل عام يزداد سعره فضلًا عن أمور تصليح موتور الري في حال تعطل، وفي أحد الأعوام توقفنا عن الزراعة إلى أن دخلت ابتكارات مشروع الطاقة الشمسية الذي استخدمناه لاستخراج المياه لري محاصيلنا وبقصد الشرب أيضًا.”

يبلغ عمق البئر الواحد مايقارب 120 مترًا، وتستخرج منه مياه عذبة، إذ تمتاز أراضي الريف الغربي لإدلب بعذوبة مياه آبارها؛ بسبب العذوبة القابعة في الطبقات الباطنية من الأرض.

مصير مجهول لسبعين عائلة في مخيمات الساحل غرب إدلب

(سامي المشيش) صاحب حفارة يوضح عن حفر الآبار في منطقة سهل الروج بقوله: “منذ مطلع عام 2021 إلى يومنا هذا بلغ عدد الآبار التي حفرتها بما يقارب 45 بئرًا ارتوازية في السهل، ويبلغ عمق البئر من 60 مترًا إلى 80 مترًا ، ويستغرق الحفر من ثلاثة أيام إلى حد الخمسة، أما في القرى المحاذية للجبل فهي صعبة جدًا، وتستغرق 15يومًا بعمق حفر 200مترًا إلى 275 مترًا بسبب طبيعة التربة القاسية لأنها صخرية، وتواجهنا صعوبات عديدة في عملنا بعد الحفر تحت الصخر، إ      ذ بعمق المنتصف تخرج تربة نوعها ناعم وتهبط، لذلك يجب استخدام القميص الحديدي وهذا مكلف جدًا سعر متره 30 دولارًا، وبأغلب الأحيان نحتاج منه 30 مترًات على الأقل، وأيضًا وجود درع صوان صافٍ وتقارب سماكته 25 سم وتستغرق 72 ساعة لاختراقها، وكل هذه الصعوبات التي تواجهنا هي عبء للمزارع إذ تزيد التكلفة عليه، وفي الأراضي السهلة البئر يحتاج إلى قمصان حديدية للحماية بشكل كامل بطول عمق البئر.”

لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على تلغرام اضغط هنا 

(غازي المحمد) رئيس المجلس المحلي في قرية (حلول) يقول : “يمتد سهل الروج من قرية عين الحمرا جنوبًا إلى مدينة ملس شمالاً، وتقدر مساحة الأراضي الزراعية بما يقارب 50 ألف دونم، أينما وُجد الماء وُجدت الحياة، وسهل الروج هو السلة الغذائية التي تغذي المحرر بخيراته الوفيرة قبل أن تدمّره الحرب الهمجية التي دمّرت البنية التحتية للقطاع الزراعي ومنها (مشروع ضخ عين الزرقاء، وسد البالعة، ومحطات الشرب)، فتحول سهل الروج من الجنة الخضراء إلى صحراء قاحلة، ونتيجة ذلك لجأ المزارعون في سهل الروج إلى حفر الآبار الارتوازية لتكون بديلاً عن مشروع عين الزرقا وسد البالعة، فكثر عدد الآبار لتأمين مياه الشرب ولري المحاصيل الزراعية، مما كلف المزارع مصاريف كبيرة زادت من معاناته بسبب غلاء المحروقات وانقطاعها أحيانًا.”

 

 

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط