الإدمان الإلكتروني وطرق الوقاية

نبيل غياث الشحادة

0 6٬528

 

 

الإدمان الإلكتروني هو حالة مدروسة من قبل مصنعي التقنية تدفع رغبة المستخدم من خلال تدرجات تجذبه بجرعات جذابة ترضيه عن طريق السمع أو المشاهدة أو القراءة، لينتج عنه تعلق ورغبة في التكرار، ممَّا يؤدي إلى نوع من أنواع الإدمان والتعلق إلكترونيًا بالأجهزة، أو الألعاب أو بأي نوع أو وسيلة منها.

ولا ضير أن الاستخدام الواعي للتقنية أمر جيد، لكن الغالب لا يحسن ضبط الذات تجاهها، إذ هي ذاتها تساعد مع مرور الوقت على خلق هذه الحالات لدى المستفيد مُجسدةً قضية إدمان المستخدم من حيث لا يشعر، وذلك من خلال عدة قنوات منها:

-تسهيل الوصول للتفضيلات الفردية والحلول يبحث عنها.

-إشباع حاجات غير مشبعة لدى الفرد، فيتم إشباعها عن طريق التقنية.

-توليد إغراءات آنية قصيرة الزمنة ومتعددة الأشكال لجذبه.

-كما تخلق نوعًا من أنواع الإرضاءات واللذة الآنية.

والنتيجة أن يصل المستخدم لحالة هي أبعد من الإدمان وهي: (خوف البقاء دون محمول أو تقنية)، وهذا مؤشر خطير علينا الانتباه له.

الوقاية:

نجد أنه من الضروري عند حديثنا عن الوقاية من خطر الإدمان الإلكتروني والتقنية أن نستعرض هذين المشهدين لتجسيد الخطر الحقيقي وراءها:

المشهد الأول: كثرة ما تتعرض له ادمغتنا من المنتجات الإلكترونية التي تسلب التركيز وتُحدث ما يعرف بتشوه المعرفة، خاصة في عصرنا الحالي عصر الانفجار المعلوماتي يوميًا، الذي يزداد فيه الرصيد العلمي وتشعبات بحثية ونحو ذلك، والتشتت يأتي نتيجة مدخلات لا تركيز فيها متنوعة على أكثر مجال، والتحدي الكبير في عصرنا الحالي هو:

1-التركيز مع كثرة المشتتات.

2-حماية هذا التركيز.

المشهد الثاني: ما قاله باحثون من جامعة بنسلفانيا، وهو تشخيص يتخذ على شكل التوصية التالية: “تتعرض صحتنا النفسية لتهديد إذا تجاوزنا ثلاثين دقيقة من مشاهدة الشبكات الاجتماعية”.

مصدر تركي يكشف سبب التصعيد الروسي في إدلب

هذا وبعد تجسيد الخطر لابد أن نعرّج على أهم السبل المساعدة للوقاية وهي:

– يجب ألا يفوتنا نحن المسلمين أهمية الوقت ومساءلتنا عليه فيما نفنيه، يقول صلى الله عليه وسلم: “لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيم أفناه؟” فالوقت رهان للمسلم ونجاة له لو أحسن استثماره فيما ينفعه في دنياه وآخرته، فتنظيم الوقت هو أحد أهم طرق الوقاية من الإدمان الإلكتروني

– تعزيز العوامل النفسية من خلال تعزيز مهارة الضبط الذاتي وتعزيز مبدأي الرقابة الإلهية والرقابة الذاتية.

– تعزيز الرابطة الاجتماعية والبيئية المحيطة بك، بصلة الرحم وتخصيص أوقات خاصة للأسرة وإشعال النفس بالأعمال الخيرية النافعة.

لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على تلغرام اضغط هنا

– تنظيم مواعيد النوم، إذ من أحد سبل الاجترار واراء التقنية لساعات متأخرة هو عدم وضع حد لأوقات النوم والكثير منا يجهل أن الجهاز المناعي مبرمج على النوم ليلاً والاستيقاظ نهارًا، والخلل في هذه الآلية تؤذي جهاز المناعة، ممَّا يؤثر على صحة وإنتاجية الإنسان في نهاره.

– الابتعاد عن المشارب التقنية التي تولد لدى الشخص التعلق بها نتيجة دوافع إغرائية وممارسة بعض الهوايات المحببة أو الألعاب الرياضية ونحو ذلك بديلاً عنها.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط