الجامعة العربية تحذر إيران: لا لإشعال الفتنة في سوريا

77

وجهت جامعة الدول العربية تحذيراً شديد اللهجة لإيران، مطالبة إياها بالكف عن التدخل في الشأن السوري وإثارة الفتنة الطائفية.

ويأتي هذا التحذير بعد تصريحات مثيرة للجدل لمسؤولين إيرانيين أثارت قلقاً دولياً وإقليمياً، خاصة مع تصاعد التوتر في الداخل السوري عقب سقوط نظام بشار الأسد، الذي كان الحليف الأبرز لطهران في المنطقة.

الجامعة العربية: احترام سيادة سوريا أولوية

في بيان أصدرته الأمانة العامة للجامعة، أكدت على ضرورة احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها، مشددة على أهمية حصر السلاح بيد الدولة السورية وإعادة بناء مؤسساتها بعيداً عن التدخلات الخارجية. وأعربت الجامعة عن قلقها البالغ من محاولات تأجيج الصراعات الطائفية في سوريا، والتي رأت فيها تهديداً مباشراً للسلم الأهلي ولجهود استعادة الأمن والاستقرار في البلاد.

الائتلاف السوري: “إيران تتحمل المسؤولية”

بدوره، أصدر الائتلاف الوطني السوري بياناً دان فيه التصريحات الإيرانية الأخيرة، واعتبرها محاولة لخلق حالة من الفوضى والاقتتال الطائفي في البلاد.

وأكد الائتلاف أن الأطراف التي تسعى لإعادة بث الطائفية لا تمثل الطائفة العلوية ولا الشعب السوري. ودعا السوريين إلى التزام التعليمات العسكرية في المناطق الساخنة، حفاظاً على أرواحهم ومنع استغلالهم من قبل عملاء إيران وفلول النظام السابق.

اقرأ أيضاً: أسماء الأسد في عزلة صحية مع تدهور حالتها بسبب سرطان الدم

كما حمل البيان إيران المسؤولية الكاملة عن الأحداث الأخيرة، متهماً إياها باستخدام أدواتها المحلية لتأجيج الصراعات وإعادة ترتيب نفوذها في المنطقة بعد خسارتها السياسية والعسكرية في سوريا.

إيران: تصريحات استفزازية ومواقف متضاربة

في المقابل، تواصل إيران تصعيد خطابها السياسي تجاه الوضع في سوريا. وأطلق مسؤولون إيرانيون، من بينهم المرشد الأعلى علي خامنئي، تصريحات تهدد بـ”إعادة بعث المقاومة” في سوريا ومواجهة ما وصفوه بـ”المخططات الأمريكية والإسرائيلية”.

كما أثارت تصريحات المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني جدلاً واسعاً، بعد تراجعها عن إعلان إعادة فتح السفارة الإيرانية في دمشق، مشيرة إلى أن مستقبل العلاقات مع الحكومة السورية الانتقالية سيعتمد على سلوكها وسياساتها.

انهيار النفوذ الإيراني في سوريا

أشارت تقارير ميدانية إلى انسحاب عشرات المجموعات الشيعية الموالية لإيران من مواقع استراتيجية في سوريا، بعد سلسلة هزائم عسكرية وانحسار النفوذ الإيراني. وأكدت مصادر محلية أن الفصائل الموالية لإيران بدأت بالتحرك عشوائياً نحو الساحل السوري والعراق ولبنان، في وقت تشهد فيه الساحة السورية تحولاً في موازين القوى لصالح الحكومة الانتقالية.

دعوات للعمل الوطني المشترك

في ظل هذا التصعيد، دعت الجامعة العربية والائتلاف السوري جميع الأطراف السورية للعمل على تجاوز خلافاتهم، وتوحيد جهودهم لإعادة بناء سوريا. كما أكدا على أهمية نبذ الفتن الطائفية والمضي قدماً نحو تحقيق العدالة ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم ضد الإنسانية التي ارتُكبت خلال السنوات الماضية.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط