“الجهاد الإسلامي” تنفي المزاعم الإسرائيلية بشأن وجودها العسكري في سوريا

54

نفت حركة “الجهاد الإسلامي” الفلسطينية صحة الادعاءات الإسرائيلية حول وجود قوات عسكرية تابعة لها أو لحركة “حماس” في سوريا، واصفة هذه المزاعم بأنها “ملفقة” وتهدف إلى تبرير الهجمات الإسرائيلية المستمرة على الأراضي السورية.

رفض فلسطيني للادعاءات الإسرائيلية

في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)، أكد أبو مجاهد، ممثل حركة “الجهاد الإسلامي” في دمشق، أن إسرائيل تستخدم هذه الادعاءات كغطاء لاستمرار عدوانها على سوريا، مشيرًا إلى أن الحركة لم يكن لها وجود عسكري هناك، وأن أنشطتها اقتصرت على المجتمعات الفلسطينية اللاجئة.

وأضاف أن جبهة الجولان ظلت هادئة منذ توقيع اتفاق فك الاشتباك عام 1974، معتبرًا أن إسرائيل تحاول استغلال الأوضاع الإقليمية لتعزيز نفوذها في سوريا، خاصة بعد فشلها العسكري في هجوم 7 أكتوبر 2023، حين تمكن مقاتلون فلسطينيون من اختراق الدفاعات الإسرائيلية في قطاع غزة.

اقرأ أيضًا: البيان الختامي لمؤتمر الحوار الوطني السوري.. خارطة طريق نحو سوريا المستقبل

كما شدد أبو مجاهد على أن “حماس” لم تشارك في النزاع السوري وغادرت البلاد منذ اندلاع الثورة عام 2011، ما يجعل الادعاءات الإسرائيلية بشأن نشاطها هناك عارية عن الصحة.

إسرائيل تهدد بتصعيد جديد

في سياق متصل، كرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تهديداته بعدم السماح بوجود أي قوات سورية أو فصائل مسلحة قرب دمشق، متحدثًا عن “واقع جديد في الجنوب السوري” ومؤكدًا أن تل أبيب ستتخذ إجراءات صارمة ضد أي تهديد محتمل.

عقب سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر، عززت القوات الإسرائيلية وجودها في المنطقة العازلة، مدعية أن تحركاتها تستهدف مستودعات الأسلحة وخطوط الإمداد التي يُزعم أن “حماس” و”حزب الله” يستخدمانها. من جانبه، طالب الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع بانسحاب فوري للقوات الإسرائيلية، مؤكدًا أن “حزب الله” لم يعد يشكل تهديدًا كما تدّعي إسرائيل.

استهداف كوادر “الجهاد الإسلامي” في سوريا

رغم نفي الحركة لوجودها العسكري، كانت قد تعرضت لضربة جوية إسرائيلية في 17 نوفمبر 2024، أسفرت عن مقتل 9 من كوادرها بينهم قياديان بارزان، عبد العزيز الميناوي ورسمي أبو عيسى، إلى جانب مقاتلين آخرين.

وبحسب بيان رسمي للحركة، فإن القتلى سقطوا نتيجة “الاستهداف الهمجي الغادر” الذي طال مكاتب للحركة وعددًا من البيوت السكنية في دمشق. وأكد البيان أن هذه الهجمات “لن تثني المقاومة عن مواصلة كفاحها ضد الاحتلال الإسرائيلي”.

“حماس” تندد بالتصعيد الإسرائيلي في سوريا

من جهتها، أدانت حركة “حماس” التوغل الإسرائيلي البري في ريفي درعا والقنيطرة والقصف الجوي الذي استهدف جنوب دمشق، معتبرة أن هذه العمليات “عربدة إسرائيلية” و”اعتداء على السيادة السورية”.

في بيان رسمي، دعت الحركة الدول العربية والإسلامية والأمم المتحدة إلى تحمل مسؤولياتها تجاه التصعيد الإسرائيلي، مطالبة بموقف دولي أكثر حزمًا لمحاسبة إسرائيل على “انتهاكاتها للقانون الدولي”.

ما مصير الفصائل الفلسطينية المسلحة في سوريا بعد سقوط الأسد؟

مع سيطرة “إدارة العمليات العسكرية” على مدينة حلب، بدأت الميليشيات الفلسطينية الموالية للنظام، خصوصًا تلك المتمركزة في حي النيرب، بالانسحاب التدريجي تزامنًا مع تراجع قوات النظام وميليشيات إيران نحو دمشق.

ومع انهيار النظام، تلاشت هذه الفصائل ولم يعد لها وجود على الأرض، إذ خضعت معظم عناصرها لعمليات تسوية، فيما فر قادتها إلى لبنان والعراق، وفقًا لمصادر ميدانية.

تطورات المشهد السوري في ظل الصراع الإقليمي

يأتي التصعيد الإسرائيلي في سوريا في وقت تشهد فيه المنطقة تحولات استراتيجية كبرى، حيث تستغل تل أبيب التوترات الإقليمية لضرب ما تصفه بـ”النفوذ الإيراني” و”الخلايا المسلحة”، بينما تحاول الفصائل الفلسطينية إعادة تموضعها وسط المتغيرات الجديدة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط