الحظر في تركيا يجبر بعض السوريين على العودة إلى الداخل السوري

عبد الملك قرة محمد

0 518

عبد الملك قرة محمد

أجبر قرار حظر التجول في تركيا بعض السوريين على ترك أعمالهم والعودة الطوعية إلى الداخل السوري.

حيث تم فرض إغلاق كامل في تركيا بدأ من الخميس 29 إبريل وسينتهي في 17 مايو؛ لمواجهة التفشي السريع لفيروس كورونا في البلاد، بعد أن وصلت الإصابات إلى 4 ملايين.

(أيمن عبد الله) شاب سوري عاد إلى الداخل السوري عقب القرار قال: إنه اضطر لتسليم بطاقة الحماية المؤقتة (الكيملك) والعودة إلى الداخل السوري؛ لأنه لا يملك تأمينًا يُلزم ربَّ عمله بدفع راتبه، لذلك لن يستطيع دفع تكاليف المعيشة هناك.

وأضاف أنه عاد نحو المجهول، إذ لا يملك أي عمل في الداخل السوري، لذلك سيحاول العودة عن طريق التهريب عند استقرار الأوضاع في تركيا؛ لأن ذلك سبيل عيشه الوحيد.

أما (عمر بركات) فقرر ألا يعود؛ لأن معمله كان ضمن المعامل التي سمح لها بالعمل ضمن ساعات الحظر، لكنه يؤكد أنه يلاقي صعوبة كبيرة ويخاطر بحياته يوميًا لتأمين لقمة عيشه.

هذا وقال بركات: إنه يضطر للاستيقاظ من الساعة الرابعة والنصف صباحًا للذهاب إلى مكان عمله، حيث يكون عدد أفراد الشرطة أقل، كما أنه غالبًا ينام في مكان عمله.

ونوه إلى أن المخالفة المفروضة على من يخترق الحظر تساوي ضعف راتبه الذي يبلغ 1400 ليرة تركية في حين تبلغ قيمة المخالفة 3150 ليرة تركية، لذلك فإن المخاطرة التي يقوم بها كبيرة، لكنه مضطر بسبب عدم توفر فرص عمل في الداخل السوري.

اقرأ أيضاً: أسلوب جديد لمنظمات إنسانية بدمشق يزيد هموم السوريين

وقال مدير المكتب الإعلامي في إدارة معبر باب الهوى (مازن علوش): “الأشخاص يصلون إلى المعبر تباعًا، حيث تم تسجيل ما يقارب 50 شخصًا عادوا إلى سورية، ومن المتوقع أن يزيد العدد.”

وكشف علوش عن أعداد الأشخاص الذين عادوا إلى سورية، في الأشهر الثلاثة الماضية، حيث تم تسجيل عودة 2290 شخصًا في شهر كانون الثاني، و1549 في شهر شباط، و1938 شخصًا تم تسجيلهم في شهر آذار من العام الجاري.

لمتابعة الأخبار السياسية والمنوعة اشترك في قناة صحيفة حبر على تلغرام اضغط هنا

وقال الأستاذ (أحمد جميل نبهان) المتخصص بمتابعة شؤون اللاجئين السوريين في تركيا لصحيفة حبر: “إن أسباب عودة السوريين إلى الداخل السوري تنقسم إلى إيجابية وسلبية.”

وأضاف أن “السبب الإيجابي هو الأمن النسبي الذي تشهده مناطق درع الفرات وغصن الزيتون، أما الأسباب السلبية فكثيرة ومنها عدم توفر فرص العمل المناسبة، فالأجور قليلة بسبب ارتفاع الدولار وعدم توفر إذن عمل.

 

كما ينال السوري أجرًا أقل من أصغري الأجور في تركيا الذي يبلغ 2700 ليرة تركية، في حين إن العامل السوري لا يحصل على 2000 في أحسن الحالات، بحسب السيد نبهان.

وتابع أن عدم إعطاء إذن سفر للسوريين في العيد زاد أيضًا من نسبة العائدين بعد الحظر الأخير؛ لأن هناك بعض السوريين الراغبين بقضاء فترة العيد مع عائلاتهم.

وأفادت وسائل إعلام تركية بأن عشرات الشباب من السوريين، توجهوا خلال الأيام الماضية إلى مبنى الأمنيات في منطقة (نارلجا) في ولاية هاتاي، من أجل تسليم بطاقة الحماية المؤقتة والعودة الطوعية إلى سورية.

كما أفاد المصدر أن كل من سلّم بطاقة الحماية المؤقتة “الكيملك” من أجل العودة إلى سورية، هم من فئة الشباب، ولم يسجل وجود أي عائلات بينهم، وعبروا باتجاه مناطق إدلب وريف حلب.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط